القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

كيف نخفض «القيصرية» بدون ضحايا؟ بقلم خالد منتصر

أصدرت وزارة الصحة عدة قرارات لمنع أو تخفيض الولادات القيصرية فى المستشفيات، وهذا مانشيت جميل كلنا نتمناه بمن فينا أطباء النساء أنفسهم، لكن ليس كل ما يتمنى المرء يدركه، وقبل

كيف نخفض «القيصرية» بدون ضحايا؟ بقلم خالد منتصر

تنفيذ القرار لا بد أن يوضع فى الحسبان عدة بديهيات ومتطلبات لا بد أن تتوافر حتى يكون هذا القرار مفعّلاً ولا يكون مجرد تصريح لمغازلة رأى عام أو خلافه، وأنا أعرف أن وزير الصحة

صدره رحب لتقبل الحوار العلمى حول هذه القضية، وقد جمعتنى جلسة مهمة مع أصدقاء أعتبرهم من أباطرة تخصص النساء والولادة وشيوخ المهنة، دار النقاش حول تلك القرارات، وملخص النقاش ما يلى:

يفضل أطباء التخصص توصيف الولادة المهبلية عن توصيف الولادة الطبيعية، وأنواع الولادة عن طريق المهبل عبارة عن ولادة طبيعية تبدأ تلقائياً بعد 38 أسبوعاً من الحمل وتنتهى عملية الولادة خلال 24 ساعة بدون أى تدخل طبى أو

جراحى فقط، مع متابعة دقيقة للأم والجنين طوال فترة الولادة لمنع حدوث أى مضاعفات للأم أو الجنين وينتج عنها مولود واحد بصحة جيدة، وهناك ولادة عن طريق المهبل ولكن باستخدام أدوات مساعدة مثل الجفت أوالشفاط، وهناك ولادة

محفزة باستخدام عقاقير معينة لتحفيز الرحم على الانقباض ويتم اللجوء إليها فى حالات معينة مثل تأخر بدء الولادة بعد نهاية الشهر التاسع، وهناك ولادة مهبلية بعد ولادة قيصرية سابقة VBAC، نأتى بعد ذلك لأنواع الولادة القيصرية:

1- ولادة قيصرية أولية، وتنقسم بدورها إلى:

ولادة قيصرية اختيارية، حيث يقرر الطبيب إجراء القيصرية مسبقاً دون محاولة الدخول فى محاولة ولادة مهبلية حيث تكون الولادة المهبلية مستحيلة، أو قد تحمل مضاعفات شديدة متوقعة للأم أو الجنين ويخضع هذا النوع لحكم الطبيب المعالج ويحتاج إلى خبرة كافية وقدرة على شرح الأسباب والمضاعفات المتوقعة.

2- ولادة قيصرية تتم بعد حدوث مضاعفات- ولادة قيصرية تتم بعد حدوث مضاعفات أثناء المرحلة الأولى من محاولة الولادة الطبيعية.

3- ولادة قيصرية نتيجة ولادة قيصرية سابقة مرتين أو أكثر حيث يمكن أن تتسبب محاولة الولادة المهبلية فى هذه الحالات إلى مضاعفات خطيرة للأم والجنين.

4- ولادة قيصرية بدون سبب طبى مبرر فقط بناء على طلب الأم.

نأتى إلى بيت القصيد، ونتساءل لماذا زادت نسبة الولادة القيصرية زيادة كبيرة ومضطردة فى مصر خلال السنوات الأخيرة؟، بالتأكيد كلنا نرغب فى تقليل نسبة القيصرية بصورة ملحوظة، ولكن يجب أن يتم ذلك بشكل تدريجى واحترافى حتى لا يتسبب ذلك فى زيادة المضاعفات الخطيرة على الأم والجنين، حيث إن الهدف الأساسى هو الوصول إلى مرحلة تقل معها نسبة القيصرية وتزداد فرص الولادة الآمنة بأنواعها المختلفة.

أولاً: تجب مناقشة الأمر فى أماكنه الطبيعية وهى أقسام النساء والولادة فى جميع الجامعات والمؤتمرات المتخصصة وليس فى وسائل التواصل الاجتماعى، حيث يسبب هذا حيرة ومفاهيم خاطئة لدى العامة مما يؤدى إلى مشاكل عديدة لدى الأطباء خاصة فى مقتبل حياتهم العملية.

ثانياً: يجب توفير جميع الإمكانيات اللازمة لكى تكون الولادة المهبلية آمنة وعلى رأسها أجهزة متابعة حالة الجنين وانقباضات الرحم إلكترونياً وهى أجهزة باهظة الثمن وتحتاج إلى صيانة مستمرة، وتوفير العقاقير الطبية اللازمة لتحفيز الولادة والتى تعانى من نقص شديد مؤخراً.

ثالثاً: توافر كافة الإمكانيات اللازمة لإجراء عملية قيصرية عاجلة فى حالة حدوث أى مضاعفات أو مشاكل أثناء الولادة المهبلية.

يبقى الجانب الأهم على الإطلاق وهو العامل البشرى الذى يشمل تدريباً مكثفاً للأطباء الجدد على وسائل الولادة باستخدام الجفت والشفاط وطرق التحفيز المختلفة على الولادة والتعامل مع حالات القيصرية

السابقة وحالات الحمل الخطر، وتوافر الإمكانيات اللازمة بما فيها العامل البشرى لإجراء الإبيديورال أو الولادة المهبلية بدون ألم لتقليل عدد الحالات التى تطلب إجراءقيصرية اختيارية خوفاً من آلام الولادة.

تقليل نسبة الولادة القيصرية لا يمكن تحقيقه بمجرد تطبيق الرقابة وتهديد الطبيب فى حالة إجراء العملية.

الاندفاع فى هذا الأمر بدون دراسة كافية وبدون توفير ما سبق سيؤدى حتماً إلى حدوث عواقب وخيمة.

أخيراً يجب اختيار خبراء على أعلى مستوى من الخبرة الأكاديمية والعملية للحكم على مدى صحة الإجراء سواء كان ولادة مهبلية أو قيصرية ويكون هذا الخبير قادراً على تعليم الأطباء السبل الآمنة لتجنب إجراء قيصرية غير مبررة بدون تخويف أو ضغط حتى نصل إلى أفضل النتائج بأقل الخسائر.

أتمنى من معالى وزير الصحة استدعاء شيوخ المهنة وخبراء التخصص لوضع الخطوط العريضة وآليات التنفيذ.

خالد منتصر - الوطن
07 سبتمبر 2025 |