كواليس لقاء ترامب وبوتين في ألاسكا، كشف مستشار منظمة اليونسيف لتحليل البيانات، الدكتور رشاد حامد، عن كواليس مثيرة في لقاء الرئيس الأمريكي ترامب والروسي بوتين في ألاسكا، أمس الجمعة، لبحث الأزمة الأوكرانية، ومحاولة التوصل لاتفاق لإنهاء الحرب الروسية- الأوكرانية.

بوتين يخترق البروتوكول وترامب ينتظره في الطائرة بعد تأخره
وأكد الدكتور حامد رشاد أن طائرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تأخرت نصف ساعة عن طائرة الرئيس الأمريكي ترامب، الذي ظل منتظرًا في طائرته حتى هبطت طائرة بوتين في المطار بألاسكا.

كما كشف الدكتور رشاد حامد أن الرئيس الروسي بوتين اخترق البروتوكولات الرئاسية، حيث بدا وكأنه صاحب الأرض، وظهرت الصور الملتقطة خلف الطائرة الرئاسية الأمريكية، أن ترامب هو الضيف، وترامب هو المضيف، ما منح بوتين قوة، واعتبره الروس بأنه يعامل الرئيس الأمريكي معاملة الند.
وقال الدكتور حامد رشاد في كشفه عن كواليس لقاء ترامب وبوتين: "بروتوكول ناقص أم توازن محسوب؟ لم يكن لقاء الرئيس الأميركي ترامب والرئيس الروسي بوتين في ألاسكا مجرد اجتماع في قاعدة عسكرية نائية، بل كان مشهدًا غنيًا بالرموز والدلالات".
الاستقبال يخالف البروتوكول الأمريكي
وتابع الدكتور رشاد حامد: "الاستقبال خالف البروتوكول الأمريكي المعتاد: لا نشيد وطني، لا استعراض لـ حرس الشرف، ولا مراسم رسمية للدولة وكل ما ظهر كان سجادة حمراء ومنصة تحمل شعار *ALASKA 2025*، مع تحليق للطائرات في الخلفية. هذا الغياب المتعمد للطقوس الرسمية جعل اللقاء يبدو وكأنه يجري في أرض محايدة، لا على أرض أمريكية".

وفي كشفه عن كواليس لقاء ترامب وبوتين قال رشاد حامد: "ترامب حطّت طائرته الساعة 10:22 صباحًا. وبقي على متنها حتى وصول بوتين، بوتين وصل الساعة 10:55 صباحًا، كلا الرئيسين نزلا من طائرتيهما في نفس الوقت، الساعة 11:08 صباحا".
لقاء ترامب وبوتين لقاء عمل لا زيارة رسمية
وقال رشاد حامد: "لمن لا يعرف أن ألاسكا ولاية أميركية، قد يُخيّل إليه أن اللقاء يجري على أرض روسية، حيث تحوّل الرمز الأمريكي إلى خلفية صامتة، بينما منح الترتيب البصري لبوتين مظهر المضيف الواثق".
وأوضح الدكتور رشاد حامد "من وجهة نظر الإدارة الأميركية، هذا لقاء عمل لا زيارة رسمية، وكان من الضروري التأكيد على أن اللقاء لا يُعد زيارة دولة، ولا يمنح موسكو أي اعتراف إضافي. البيت الأبيض وصفه بوضوح بأنه مجرد "تمرين استماع".

وأكد رشاد حامد أنه "في الداخل الأمريكي: أنصار ترامب رأوا في بساطة المشهد تعبيرًا عن براجماتيته، حيث فضّل التركيز على الحوار المباشر بدلًا من المظاهر، ومنتقدوه اعتبروا غياب البروتوكول تنازلًا عن الهيبة الأميركية، وأتاح لبوتين الظهور بمكانة مساوية لرئيس الولايات المتحدة".
وكشف رشاد حامد "في المقابل، الإعلام الروسي استثمر المشهد ليُظهر أن بوتين يُعامل كندّ حقيقي لواشنطن، حتى على أرضها. المواطن الروسي، المعتاد على خطاب يؤكد عودة روسيا كقوة عظمى، وجد في ألاسكا تجسيدًا لهذه العودة، الصورة التي جمعت الزعيمين، دون أي تفضيل للمضيف، عُرضت كرمز لانتصار رمزي".
روسيا تسعى لفرض إيقاعها
وأضاف رشاد حامد "قد عزز هذا الانطباع أن بوتين هو من بدأ الحديث في المؤتمر الصحفي المشترك، في خرق واضح للأعراف البروتوكولية التي تنص على أن المضيف يبدأ أولًا. هذه المبادرة لم تكن تفصيلًا عابرًا، بل رسالة واضحة بأن روسيا تسعى لفرض إيقاعها، وقدّمت للإعلام الروسي مادة إضافية لتصوير بوتين كقائد واثق يفرض حضوره حتى على الأرض الأميركية".

واختتم رشاد حامد قائلًا: "الاستقبال غير التقليدي في ألاسكا لم يكن مجرد نقص في البروتوكول، بل تصميم متعمد يخدم مصالح الطرفين: واشنطن أرادت أن تقول: هذا ليس اعترافًا رسميًا، بل مجرد جلسة استماع. وموسكو أرادت أن تقول: بوتين يقف نِدًّا لترامب، ويبدأ الحديث أولًا حتى على الأرض الأميركية".
الجدير بالذكر أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أستقبل نظيره الروسي، فلاديمير بوتين في ألاسكا، بعد ظهر أمس الجمعة، لبحث الأزمة الأوكرانية، وبالرغم من أن القمة بين الرئيسين لم تحرز أي اتفاق بشأن الحرب الأوكرانية الروسية، لكن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب ذكر أنه ونظيره فلاديمير بوتن، حققا "تقدمًا كبيرًا".
وقال ترامب إنه اتفق مع بوتين على أن حرب أوكرانيا ستنتهي بتبادل للأراضي، وضمانات أمنية من الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن هذه نقاط للتفاوض تم الاتفاق عليها.