القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

الشارع المصري وبنات طريق الواحات .. بقلم د.خالدمنتصر

فتيات طريق الواحات اللاتي كن على وشك الموت دهساً من شباب أرعن وأحمق، وللأسف شباب من ما يسمى كليات القمة، طب وهندسة وسياسة واقتصاد، الكارثة الأكبر من الحادث هى تعليقات بعض الشباب

الشارع المصري وبنات طريق الواحات .. بقلم د.خالدمنتصر

والبنات على الحادث واتهام البنتين بأن ملابسهما هى السبب، وأنهما استفزتا غدد الشباب، وكيف تنزل الفتاة لتشرب القهوة الساعة السابعة صباحًا، فهذا فسق وفجور!!، كتبت تعليقًا على أحداث

سابقة أن الشارع المصري صار ذكوريًا بامتياز، طارداً لتاء التأنيث، الشارع لنا إحنا لوحدنا والناس التانيين دول مش مننا.. أغنية كتبها الفنان صلاح جاهين لفيلم عودة الابن الضال تذكرتها

الآن، فالشارع لم يعُد شارع البنت ولا حتى الطفلة، صار شارعاً ذكورياً بامتياز، الكلمة فيه للفتوة والمتحرش والذكر الفحل، تم نفي البنت من الشارع المصري بقوة قانون الغاب الذى وضعته الفاشية الدينية.

المتحرّش ليس غرضه النشوة الجنسية فقط؛ إنما الأهم عنده هو إشباع غريزة التفوق الذكوري الذى زرعه فى دماغه بعض رجال الدين، فالبنت مجرد قطعة لحم بمجرد عدم ارتدائها قطعة القماش المقدّسة على شعرها، فقد أسقطت عن

نفسها رخصة غض البصر عنها، كما قال داعية سابق!، وسيرها سافرة بشعر مكشوف هو إلحاح منها في عرض نفسها على الرجال، كما قيل في الثمانينات، البنت قطعة لحم، لأن داعية الجيم وشمشون الشريعة ورامبو الفقه قد حذّر بأنها

تستفز ذكورته، وهرموناته يا ولداه لا تحتمل التبرّج، ولكى لا يقع ذكورنا في هوة احتقان البروستاتا عليهن بمرونة الفقه الذى كشف داعية الجيم عنه الغطاء وصرح بأن الطفلة المربربة عليها أن تتزوج ما دامت تحتمل الوطء..

وبرّر السبى بأن السبايا لهن احتياجات على المجاهدين تلبيتها!، ملابسها لا بُد أن تكون على باترون وكتالوج الوهابيين.. والمحامي السلفي الشهير الذى كل شهرته أنه يسب ويشتم، خرج على الهواء، وقال إن التحرش بلابسة

الجينز واجب قومي ووطنى!، وحتى الداعية الكيوت صاحب محاضرات التنمية البشرية دخل فى مظاهرة الضباع تلك، وقال: الراجل اللى مايتحرش بالبنت اللى تلبس قصير مايبقاش راجل.. البنت قطعة لحم وتستاهل اللى يحصل لها وإيه اللى وداها هناك؟.

حتى المنتقبة لم تسلم من سياط ألسنتهم الراسبوتينية، فقد أعلن آلان ديلون الدعاة وزوج الـ22، الذى يناضل من أجل لقب أبو أربعة وأربعين، أعلن أن النقاب ليس كافياً لحماية المنتقبة من التحرّش،

فمن الممكن أن تستفز شنطتها الحمراء وشرابها البيج غدة الهياج، فتخرج الثور الكامن من داخل الذكر الغلبان المستثار، كل هؤلاء وغيرهم من أصحاب نظرية تستاهل.. إيه اللى نزلها الشارع متبرجة؟، هم

الجناة الحقيقيون، هم من أقنعوا الذكر بهذا التفوق المرضى، وغذوا فيه هذه الخيالات الجنسية وأشعلوا نار الهلاوس الإيروتيكية، وجعلوا أقصى أمانى الشباب 72 حورية فى الجنة، كل واحدة منهن لها 72 وصيفة.

أما وظيفة الزوجة من وجهة نظر من خدّروا العقول فهى أن تجهز لزوجها المحشى الفردوسى بعد عودته من متعته!

وفى النهاية عندى اقتراح لطيف، ما تيجوا بدلاً من تبنى نظرية الحلوى المكشوفة نحاول نصلح أخلاق الذباب.

خالد منتصر - الوطن
16 اغسطس 2025 |