أكد قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أن كلمة "النجاح" من أكثر الكلمات المحببة للبشر في كل زمان ومكان، موضحًا أن النجاح ليس مجرد مرحلة عابرة في الحياة، بل هو رحلة طويلة تتطلب جهدًا وعملًا وسهرًا واهتمامًا، بالإضافة إلى الإيمان والأمل والنظام.
وأشار قداسته، في مقاله بمجلة الكرازة، إلى أن المزمور الأول في الكتاب المقدس يصور الإنسان الناجح كشجرة مغروسة على مجاري المياه، دائمة الخضرة، تعطي ثمرها في حينه، وكل ما يصنعه ينجح، مؤكدًا أن النجاح يقوم على ثلاثة أعمدة رئيسية: الله الذي يمنح النعمة، والزمن الذي ينبغي استغلاله، والإنسان الملتزم الذي يعمل بجد.
ووصف البابا النجاح بأنه "عائلة" تتكون من أب هو العمل الجاد، وأم هي الأمل، وابن هو الاهتمام المستمر، وابنة هي النظام والالتزام، مشددًا على أن التشجيع وبث الثقة من الأسرة والمعلمين والخدام يعدان من أهم عوامل النجاح. واستشهد قداسته بتجربته الشخصية حينما تلقى كلمات مشجعة من الأنبا صرابامون، رئيس دير الأنبا بيشوي الراحل، والتي ظل أثرها الإيجابي يرافقه حتى اليوم.
واستعرض قداسته مجالات النجاح المتعددة، سواء الدراسي أو العملي أو الروحي، مستشهدًا بنماذج كتابية مثل يوسف الصديق، ودانيال النبي، وداود المرتل، والقديس الأنبا أبرآم، والقديس بولس الرسول، والقديس موسى القوي، ونحميا الذي طلب النجاح من الله.
واختتم البابا تواضروس مقاله بتهنئة الطلاب الناجحين والمتفوقين، وكذلك الناجحين في حياتهم العملية والروحية، داعيًا إياهم لمواصلة المسيرة بروح الأمانة والنقاء، ومذكرًا بقول القديس أغسطينوس: "وضعت قدمي على قمة العالم عندما صرت لا أخاف شيئًا ولا أشتهي منه شيئًا".
كتابات البابا تواضروس
