في التاسع من أغسطس الجاري عند الساعة الحادية عشرة صباحًا، ستُقرع أجراس كاتدرائية الحبل بلا دنس في ناغازاكي معًا للمرّة الأولى منذ ثمانين عامًا، في ذكرى القصف الذري الأمريكي على المدينة في 9 أغسطس 1945.
الكاتدرائية، التي تُعرف أيضًا باسم كاتدرائية أورا‑كامى، دُمّرت بالكامل بفعل القنبلة التي انفجرت على بعد 500 متر منها. وقد أُعيد بناؤها في العام 1959، لكن أحد الجرسَين بقي مفقودًا لعقود، إلى أن تم استبداله هذا العام.
تبريك الجرس الجديد تمهيدًا لعودته
في 17 يوليو 2025، باركت أبرشية ناغازاكي الجرس الجديد، على أن يُركَّب رسميًا في الكاتدرائية خلال الاحتفال السنوي في 9 أغسطس.
وكان الجرس قد وصل إلى ناغازاكي في الأول من أيار، وجرى تقديمه للإعلام في 15 مايو، قبل أن يُعرض للزوار في الكنيسة بين 24 مايو و1 يونيو، حيث جذَب أكثر من 7000 زائر خلال تسعة أيام.
مبادرة مصالحة من كاثوليك أمريكيين
اقترح المشروع كاثوليك أمريكيون زاروا ناغازاكي في عام 2023، وتولّى البروفيسور جيمس نولان، أستاذ علم الاجتماع في كلية ويليامز (الولايات المتحدة)، قيادة الحملة.
وخلال عام واحد فقط، تمكّن من جمع 125 ألف دولار من أكثر من 600 متبرع لتمويل صنع الجرس.
رمزية الكنيسة ومكانتها التاريخية
تأسست كاتدرائية أورا‑كامى عام 1895، وتُعد من أوائل الكنائس الكاثوليكية في اليابان. وقد بُنيت بطراز النيورومانسيك الأوروبي، وشكّلت مركزًا لانتشار المسيحية في البلاد قبل أن تتحوّل إلى رمز للألم والرجاء بعد دمارها إثر القنبلة النووية.
قصة شخصية تُحرّك المشاعر
يروي البروفيسور نولان أن أحد أبناء الرعية عبّر عن أمنيته برؤية الجرس يُركَّب في القسم الشمالي من الكاتدرائية، مما ألهمه لإطلاق المشروع. وقد بدأت التبرعات تتوالى بعد أن تعرّف الناس على قصة الكنيسة والدمار الذي لحق بها.
رسالة رجاء وسلام
وفي تصريح له خلال احتفال التبريك، عبّر نولان عن أمله بأن يُسهم هذا الجرس في تعزيز الرجاء والسلام والمصالحة بين الشعبين الياباني والأمريكي، لا سيّما بين الكاثوليك في البلدين.
ونقل عن أحد المتبرعين قوله: “عسى أن تذكّر هذه الأجراس شعب ناغاساكي بمعاناتنا المشتركة، وأن نؤكّد لهم محبّتنا ومحبة الله لهم”.
وقال آخر: “إنّ هبة الجرس هذه هي مناسبة لشفاء جروح الحرب والمضي قدمًا نحو السلام العالمي”.
