ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، عظته الأسبوعية مساء أمس من مركز لوجوس بالمقر البابوي في دير القديس الأنبا بيشوي بوادي النطرون، في إطار ملتقى لوجوس الخامس لشباب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية حول العالم.

وأعرب قداسته عن سعادته بلقاء الشباب خلال أيام الملتقى، لافتًا إلى أن المشاركين من الشباب أتوا من 44 دولة، ومع تنوع ثقافاتهم ولغاتهم، إلا أن الملتقى يجمعهم معًا في حضن الكنيسة، يصلون ويدرسون، ويتناقشون ويكتسبون خبرات.
واستكمل قداسة البابا سلسلة حكايات الشجرة المغروسة، وتحدث اليوم عن موضوع جذور الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، موضحًا أن موضوع العظة مرتبط بشعار الملتقى وهو متصلون Connected لأن الجذور القبطية الأرثوذكسية تجعلنا مرتبطين بالأصل من خلال حضن الكنيسة.
وأشار إلى خمسة جذور قبطية أرثوذكسية، وهي التقويم القبطي والسنة القبطية تتكون من 13 شهرا، وكل شهر فيها يتكون من 30 يوما ما عدا شهر نسيء الذي يتكون من 5 أو 6 أيام، مشيرا إلى أن التقويم يُمثل ذاكرة الكنيسة من أعياد وأصوام، مثل العيد العالمي، عيد دخول السيد المسيح مصر Global Coptic Day الذي نحتفل به في الأول من يونيو.
وأضاف قداسة البابا أن مصر هي الدولة الوحيدة التي لديها عِلم باسمها علم المصريات، لذلك التقويم القبطي هو أول جذور الكنيسة، واللغة القبطية هي لغة موسيقية وروحانية، وأول فِعل بها هو إشليل أي صلوا، واللغة تحمل ثقافتنا، وهي لغة مصرية قديمة مكتوبة بحروف يونانية، وتوجد بها أسماء لبلاد مصرية مثل شبرا وتعني قرية.
وقال إنه توجد أديرة كثيرة في مختلف دول العالم، وفي مصر يوجد أكثر من 50 ديرا للرهبان وأكثر من 15 ديرا للراهبات.
والتقى قداسة البابا تواضروس الثاني بشباب ملتقى لوجوس الخامس في حلقات نقاشية، حول مائدة مستديرة، وذلك بعد تقسيمهم إلى ثلاث مجموعات، حيث اجتمع قداسته حول مائدة مستديرة مع شباب كنائسنا بأوروبا وآسيا، تلتها جلسة أخرى مع شباب قارتي إفريقيا وأستراليا، والتقى مع المجموعة الثالثة لشباب الأمريكتين.
وتحدث قداسة البابا مع كل مجموعة بكلمة تأملية قصيرة، ثم استمع لاستفساراتهم الخاصة بواقع الخدمة والتحديات التي يواجهونها كشباب في البلدان التي يعيشون فيها.
ويشارك في ملتقى لوجوس لشباب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية حول العالم 200 شاب وشابة من 44 دولة من قارات العالم الست.
وتتخذ ملتقيات لوجوس للشباب حول العالم العودة إلى الجذور back to the roots شعارًا دائمًا لها، بينما يحمل الملتقى الخامس لهذا العام عنوان connected أي متصلون بغية التأكيد على أن كنيستنا القبطية الأرثوذكسية تعيش بتواصل آبائها وأبنائها ونقل
الإيمان المستقيم من جيل إلى جيل. يأتي هذا بمناسبة احتفال الكنيسة بمرور 17 قرنًا على انعقاد مجمع نيقية المسكوني الأول، كما يحمل العنوان متصلون معنى أننا متصلون ببعضنا البعض وبمجتمعاتنا وبكافة آليات العصر، بكل انفتاح ومستندون على جذور إيماننا.