القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

أم وتلميذة بالإعدادية وتنمر مدرسين، نسمة تحقق حلمها بعد 13 سنة من الانتظار (فيديو)

تنمر ومحو أمية تسببا في ألم نفسي قبل أن تقرر استكمال دراستها التي توقفت عنها قبل 13 عامًا لرعاية زوجة شقيقها ووالدتها، إلا أنها رأت أن الوقت قد حان لبدء مشوار جديد يبدأ بحصولها على الشهادة الإعدادية بعد أن تزوجت وأنجبت ثلاثة من الأبناء.

أم وتلميذة بالإعدادية وتنمر مدرسين، نسمة تحقق حلمها بعد 13 سنة من الانتظار (فيديو)

"هاتي بطاقتك عشان عايزينها في الكلية هقدمها وأجيب لك شهادة محو أمية" مجرد كلمات قالتها لها إحدى الطالبات في قريتها سبك الضحاك، لتدخل بعدها فى نوبة بكاء مؤلمة وتقرر أن تنهض من جديد وتستكمل المشوار.

قرار حاسم باستكمال التعليم

قررت "نسمة مسعود درويش" ابنة الـ 27 عامًا، الأم والزوجة والابنة، بعزيمة لا تلين أن تُعيد فتح أبواب الحلم الذي أُغلق أمامها قبل 13 عامًا، وتلتحق بالصف الثالث الإعدادي، متحدية الزمن ونظرات البعض، لتجلس إلى جوار أبنائها كطالبة وزميله.

تعرضت للتنمر من جديد بعد ان رفض أحد المعلمين أن تكون ضمن تلاميذه، لكنها لم تيأس وبحثت عن بديل ووجدت ضالتها فى العديد من المعلمين الذين قرروا أن يساندوها يقدموا لها كل أشكال الدعم.

الأم والأولاد تلاميذ معا

"كنت بذاكر مع عيالي.. وهم بيذاكروا معايا"..هكذا تحكي "نسمة" تفاصيل رحلتها قائلة: "كان دايمًا عندي حلم أكمل تعليمي.. كنت بذاكر وأولادي جنبي بيذاكروا، نشجع بعض، كأننا زمايل في فصل واحد.. جوزي كان أكبر داعم ليا، وبيقولي: أنا عندي 3 أولاد بيتعلموا، وإنتي بقيتي الرابعة".

لم يكن طريق "نسمة" مفروشًا بالورود، لكنها وجدت في زوجها سندًا حقيقيًا، حين قرر أن يعاملها كطالبة تستحق كل شيء، فرفض شراء كتب مستعملة، وأصرّ على أن يشتري لها كتبًا خارجية جديدة مثلها مثل أي طالبة في عمر الزهور، حيث فاجأها بكلمات لايزال وقعها حاضرا فى أذنيها حين قال: هفضل معاكي لحد ما تدخلي كلية الحقوق وتحققي حلمك".

تحدى التنمر والنظرات الساخرة

مع كل صفحة تقرؤها، كانت "نسمة" تغلق صفحة من الماضي، وتفتح أبوابًا جديدة للمستقبل، رغم التنمر والنظرات الساخرة من البعض، إلا أنها لم تنكسر، بل كانت تزداد قوة، وترى في كل تحدٍ خطوة تقربها من هدفها الأكبر.

مرت سنة تلو الأخرى إلى أن التحقت بالصف الثالث الإعدادى هذا العام بمدرسة الشهيد محمد رضا بالباجور وتمكنت من الحصول على مجموع 240 درجة.

تحلم نسمة أن تتخطى المرحلة الثانوية وتلتحق بكلية الحقوق لتحقق حلما طال انتظاره بالالتحاق بكلية الحقوق لتقف فى ساحات المحاكم تنصف المظلوم وتدافع عن الحق.

لم تكن نسمة مجرد أم أو طالبة بل نموذج مُلهم من قلب الريف المصري، يُثبت أن الحلم لا يموت، وأن الإرادة الصادقة قادرة على كسر قيود الظروف والعمر معًا، حيث عبرت عن تمسكها بحلمها قائلة اللي بيتعلم عمره ما بيشبع.. نفسي أدخل كلية الحقوق، وبعدها أعمل دبلومة أو ماجستير.. التعليم ملوش سن، وأنا عندي هدف نفسي أحققه.

فيتو
30 يوليو 2025 |