القديسة مارينا كانت فتاة من عائلة وثنية ثرية في إنطاكية، فقدت والدتها وهي صغيرة وتربّت على يد مربية مسيحية مؤمنة. تأثرت مارينا بسير الشهداء واشتاقت أن تنال إكليل الشهادة على اسم السيد المسيح.

في أحد الأيام، رآها الوالي الوثني لوفاريوس وأُعجب بجمالها، فأمر بإحضارها. ولما علم أنها مسيحية، حاول إغراءها بالزواج والوعود، لكنها رفضت بشدة وأعلنت إيمانها بوضوح. فعذبها بقسوة، حيث مُشط جسدها بأمشاط من حديد ودُلك بالخل والجير والملح، لكنها صبرت، وظهر لها ملاك الرب وشفاها.
لاحقًا، ابتلعها ثعبان ضخم أثناء صلاتها، لكنها صلت داخل جوفه فانشق ومات، وخرجت مارينا سالمة. وعندما أعادها الوالي واستغرب سلامتها، عذّبها مجددًا، لكنها رفضت السجود للأصنام، ثم ظهر لها الشيطان محاولًا تخويفها، لكنها أمسكته وضربته وربطته بالصليب حتى اعترف بخداعه للبشر.
ثم عُذبت مجددًا بوضعها في رصاصٍ منصهر، فطلبت من الرب أن يجعل منه معمودية، وظهر ملاك في شكل حمامة وغطسها وهي تنطق باسم الثالوث، فسمع الناس صوتًا من السماء، وآمن كثيرون واستشهدوا أيضًا.
أخيرًا، أمر الوالي بقطع رأسها. وعندما رآها السياف محاطة بملاك، آمن هو أيضًا. وبعد أن صلّت مارينا، قُطعت رأسها، ثم قتل السياف نفسه لينال إكليل الشهادة. وقد أظهر الله عجائب من جسدها، المحفوظ اليوم في كنيسة العذراء بحارة الروم.
شفاعتها تكون معنا. آمين