في أجواء يكسوها الحزن والترقب، لا تزال أسرة الأطفال الأربعة الذين توفوا في ظروف غامضة بقرية دلجا التابعة لمركز ديرمواس جنوبي المنيا، تنتظر بفارغ الصبر شفاء الطفلتين المتبقيتين في مستشفى صدر المنيا، وسط مطالبات بتحري الدقة وعدم تداول معلومات غير موثقة عن أسباب الوفاة.
وقال علي محمد، عم الأطفال المتوفين، إن الطفلتين "رحمة" و"فرحة" لا تزالان تحت الملاحظة الطبية منذ يوم السبت الماضي، وقد ظهرت عليهما أعراض تعب مشابهة لما أصاب أشقائهن الراحلين، وتم نقلهما إلى قسم السموم، مؤكدًا أن حالتهما مستقرة حاليًا وفقًا لتقارير الأطباء.
وأشار العم في تصريحات لـ مصراوي، إلى أن الأسرة تعيش صدمة كبيرة بعد فقدان أربعة من أطفالها في يومين متتاليين، موضحًا أن سبب الوفاة لا يزال مجهولًا في انتظار نتائج تحليل وتشريح الجثمان الأخير، مشددًا على ضرورة التزام الجميع بعدم نشر شائعات أو تفسيرات غير مؤكدة قد تثير الهلع بين الناس.
وعن تفاصيل ما حدث، قال شقيق الأب إن الأطفال كانوا بصحة جيدة، لكن بعد تناولهم وجبة طعام شعروا جميعًا بحالة إعياء شديد حتى الأب والأم، وتم نقلهم تباعًا إلى المستشفى، ليفارق أربعة منهم الحياة سريعًا، وسط ذهول الأطباء والأهالي.
وأكدت مصادر طبية داخل المستشفى أن الطفلتين تخضعان اليوم لفحص نفسي وعصبي بعد ملاحظات طبية بشأن تركيزهما، رغم استقرار حالتهما العامة.
وكانت مديرية أمن المنيا قد تلقت بلاغًا بوصول الأطفال الأربعة تباعًا إلى مستشفى ديرمواس المركزي، حيث توفي أولهم مساء الجمعة، وتلاه شقيقان يوم السبت، فيما توفي الرابع بعد إدخاله العناية المركزة.
وفي أعقاب انتشار شائعات حول وجود مرض معدٍ مثل الالتهاب السحائي، أصدرت وزارة الصحة بيانًا رسميًا نفت فيه تلك المزاعم، وأكدت أنه لا توجد أدلة طبية تدعم حدوث وفيات متزامنة ناتجة عن مرض معدٍ، مشيرة إلى ضرورة استبعاد التسمم الغذائي أو الكيميائي قبل تأكيد السبب، ومشددة على أهمية الاعتماد على المصادر الرسمية للمعلومات وتجنب تداول الشائعات.
