من كتاب الأمثال العامية زَى الْوِز حِنِّيَّة بَلَا.. الحِنِّيَّة (بكسر الحاء والنون المشدَّدة وفتح الياء)، يقصد بها الحنان، ويضرب المثل بالأوزة التى تحنو على أفراخها دون أن ترضعها، فيصبح حنانها زائفًا بلا نفع.

حنية الوز، تترجم الحنان الوهمى، المخادع، دون حليب للأفراخ الجوعى الذين يصرخون تحت وطأة القصف المفرط.
أعلاه ينطبق على مخطط وزير الدفاع الإسرائيلى، يسرائيل كاتس، الذى خرج على العالم بقول مخاتل، خطاب للاستهلاك العالمى، بأنه طلب من الجيش الاسرائيلى المضى قدما فى خطط ما سماه مدينة إنسانية تُبنى على أنقاض مدينة رفح جنوب غزة بعد مسحها من الوجود.
كل هذا الحنان، حنية كاتس، يفكرك بعطفة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب المكنى مصريا بـأبو حنان، فاكرين ريفيرا ترامب المدينة الوهم الموهومة التى تخيلها المطور العقارى الأول فى العالم على أنقاض مدينة غزة.
مدينة كاتس، طبق الأصل ريفيرا ترامب، ريفيرا كاتس لا تختلف فى التفاصيل المعمارية والبناية الشاطئية، سجن كبير لأصحاب الأرض، السكان الأصليين، سيخلف سجن جزيرة ريكرز الذى يعد من أسوأ السجون سمعة فى العالم.
مدينة كاتس مدينة بلا قلب، يذهلك بقوله، مدينة قلبها حنين أوى، وإنسانية أخر حاجة، مدينة على أطلال مدينة غزة، تخيل الوصف، مدينة إنسانية، عن أية إنسانية يتحدث كاتس، ويداه ملطختان بدماء الخدج الرضع؟!.
مدينة إنسانية يقيمها جيش عديم الإنسانية، قادة حرب الإبادة يتمنون زوال غزة من الوجود، تصبح أثرا بعد عين، تخزق عيونهم البجحة ولا يرون اسم غزة، حتى على محركات البحث الإلكترونية يمسحون اسم غزة من الوجود.
مدينة كاتس الموعودة (الملعونة) ستؤوى فى البداية نحو 600 ألف نازح فلسطينى، بعد تهجيرهم داخليا إلى منطقة المواصى على طول ساحل جنوب غزة، وسيخضع الفلسطينيون الذين يدخلون مدينة كاتس الإنسانية للفحص الجينى، بفصيلة الدم، من يحمل جينات المقاومة، محروم من الدخول إلى المدينة التى سيكتب على أبوابها، جنة كاتس حصريا للموعودين.
كاتس وجيشه، سيجمعون شتات الفلسطينيين بعد تشتيت شملهم، فى المدينة الموعودة (الملعونة)، أكثر من مليونى فلسطينى، تقريبا كل سكان غزة سيشحنون إلى المدينة فى أكبر عملية تهجير داخلية قسرية تحت وابل القصف والقتل والتدمير.
كاتس كما نتنياهو، لم يغادر مخطط دونالد ترامب العقارى، نفس السيناريو، ريفيرا ترامب، لايزال قابع فى قاع الذهنية الإسرائيلية الاستيطانية، والمخطط يشمل تهجير قسم من سكان غزة إلى دول أخرى، مدينة كاتس لا تتسع لكل أهل غزة، سيختار سكانها، من يرتضون سكنى مدينة تحوطها الأسوار العالية.
مدينة كاتس الموعودة ستنتهج سياسية الفصل العنصرى داخليا. أبارتيد Apartheid تترجم الفصل أو العزلة، مصطلح يشير إلى نظام الفصل العنصرى فى جنوب إفريقيا ماضيا، نظام قام على التمييز العنصرى بين البيض وغير البيض، النسخة الإسرائيلية من الفصل العنصرى يقوم على الفصل بين المقاومين وغير المقاومين، مدينة كاتس الملعونة لن تقبل مقاومين!.