تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم بتذكار تكريس بيعة الشهيد العظيم مارمينا العجائبي الكائنة بديره بجبل أبنوب، والمعروف باسم “الدير المعلّق”، نظرًا لموقعه الفريد داخل مغارة على ارتفاع 170 مترًا من سطح الأرض، في قلب جبل “أبو فودة”، على الضفة الشرقية لنهر النيل شمال مدينة أبنوب.
دير أثري يعود للقرن الرابع الميلادي ويُعرف بـ"الدير المُعلّق"
ويعود تاريخ هذا الدير إلى القرن الرابع الميلادي، وقد دشنّه القديس أثناسيوس الرسولي، البابا العشرون من باباوات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
وقد ورد ذكره في كتب عدد من المؤرخين، وعلى رأسهم المقريزي، الذي أفرد له موضعًا في كتابه “الخطط”، مشيرًا إلى موقعه الجغرافي وملامح الحياة الرهبانية فيه.
كنائس ومباني أثرية داخل مغارة تحت صخرة عملاقة
يتكوّن دير الشهيد مارمينا بجبل أبنوب من عدة منشآت أثرية وروحية، أبرزها الحصن الأثري الذي شيدته الملكة هيلانة، والدة الإمبراطور قسطنطين، والمكون من ثلاثة طوابق. يحتوي الحصن على كنيسة باسم القديس أثناسيوس والأنبا أرسانيوس، بالإضافة إلى قلالي منحوتة في الصخر ومدفن الرهبان القديم.
يضم الدير أربع كنائس رئيسية، أشهرها “كنيسة المغارة” الأثرية باسم الشهيد مارمينا، التي تحتوي على حامل أيقونات أثري، و”كنيسة العذراء ورئيس الملائكة ميخائيل” المنحوتة بالكامل في الصخر، و”كنيسة البابا أثناسيوس” الخاصة بالرهبان، والتي دشّنها القديس أثناسيوس بنفسه خلال فترة نفيه. كما تحتوي “كنيسة المزار” على جزء من رفات القديس مارمينا ورفات عدد من الشهداء.
كما يوجد بالدير مصنع للشمع، وورشة للصدف، ومركز للوسائل السمعية والبصرية، فضلًا عن قلالي منفردة ومغائر قديمة استخدمها الرهبان للتوحد والخلوة في القرون الماضية.
سيامة أول رهبان داخل الدير بعد قرون من توقف الحياة الرهبانية
في 2 يونيو عام 2001، أقرّ المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة قداسة البابا شنودة الثالث، عودة الحياة الرهبانية إلى دير الشهيد مارمينا بجبل أبنوب. وبعد عامين فقط، وتحديدًا في أبريل 2003، تمّت سيامة ثلاثة رهبان جدد داخل الدير في حضور عدد، من بينهم: الأنبا إبرآم، والأنبا إيسوذوروس، والأنبا لوكاس.
ويحتفل الدير سنويًا بعدد من الأعياد، أبرزها:
عيد ظهور جسد الشهيد مارمينا
عيد تدشين كنيسة مارمينا بديره بجبل أبنوب
عيد رحيل القديس مارمينا العجائبي
عيد عودة الحياة الرهبانية إلى الدير
عيد رحيل البابا أثناسيوس الرسولي
وتُقام في هذه المناسبات القداسات الإلهية والصلوات داخل الكنائس الأثرية، وسط حضور شعبي وروحي مميز.
