لَحى اللَهُ الفِراقَ وَلا رَعاهُ.. فَكَم قَد شَكَّ قَلبي بِالنِبالِ.. أُقاتِلُ كُلَّ جَبّارٍ عَنيدٍ.. وَيَقتُلني الفِراقُ بِلا قِتالِ.. بهكذا أبيات أبدى بها عنترة بن شداد حزنه، وباتت ترتبط في الأذهان بكل مغادرٍ.. واليوم في أحد السادس من يوليو تحل ذكرى وفاة أحمد رفعت فقيد الملاعب التي لطالما قدم فيها ما يسر أنظارنا.

أحمد السيد رفعت أحمد.. لم يدرِ أحدهم في يوم مولده (20 يونيو 1993)، أن اسمه سيتردد في عام 2024، وتحديدًا السادس من يوليو، متصدرًا عناوين الصحف، وسط تهافت الكل لنعيه بعد خبر وفاته.

أحمد رفعت بداية أمل.. وتألق
كأي طفل أحب لعب الكرة، بدأ حياته في الشارع، وسرعان ما ظهرت موهبته، التي كانت في النهاية سببًا للانضمام إلى ناشئي الأهلي ومنه إلى إنبي.
بعد تألق لافت للانتباه في ناشئين الفريق البترولي، صعد رفعت إلى الفريق عام 2013، واستمر حتى 2016.
في سنة 2016، وبقميص أبيض بشعار القوس والسهم، انضم أحمد رفعت إلى صفوف نادي الزمالك، وظل لاعبًا في قلعته حتى 2020، توج خلالها بلقب السوبر المصري.

تخللت فترة رفعت في الزمالك، إعارة إلى إنبي ثم الاتحاد السكندري، قبل أن يُباع بشكل نهائي للنادي المصري البورسعيدي عام 2020.
وبعد عام واحد انتقل أحمد رفعت إلى صفوف فيوتشر، ثم رحل معارًا إلى الوحدة الإماراتي، عام 2022، قبل أن يعود إلى صفوف فيوتشر الذي تغير اسمه حينها إلى مودرن فيوتشر.
وبقميص منتخب مصر، شارك رفعت في فئة الشباب وفاز ببطولة أفريقيا تحت 20 سنة عام 2013، ومثل بعدها المنتخب الأول بين 2013 وحتى 2022، لعب خلالها 7 مباريات وسجل هدفين.

أحمد رفعت بداية أزمة.. وتوقف
قدم أحمد رفعت ظلت كما هي تلامس عشب الملعب بقميص مودرن فيوتشر، حتى ليلة 11 مارس 2024 بداية شهر رمضان.
شهدت أرضية استاد الإسكندرية، سقوطًا مفاجئًا لـ أحمد رفعت، خلال مباراة مودرن فيوتشر والاتحاد السكندري، لينقل على أثرها إلى المستشفى ويمكث حتى الـ27 من مارس 2024، حينما نُقل لإحدى مستشفيات القاهرة لاستكمال العلاج.
استقرت حالة رفعت بعض الشيء، ما دفع الأطباء للموافقة على خروجه مع استكمال العلاج في المنزل، وما منح الجميع الأمل كان ظهور رفعت بعدها في لقاء تلفيزيوني وبزيارة إلى مقر تدريبات فريقه.

أحمد رفعت نهاية رحلة.. وبقاء ذكرى
ولأن لكل شيء نهاية، جاءت نهاية أحمد رفعت يوم الـ6 من يوليو لعام 2024، إثر تدهور حاد في حالته الصحية، بعدما دخل في حالة من الإعياء عقب تناول العشاء رفقة أسرته، ما استدعى نقله إلى المستشفى في محاولة لإسعافه ولكن دون جدوى.
ليرحل رفعت الاسم الذي معناه في اللغة العلو والشأن الرفيع، عن عالمنا بعد 117 يومًا ما بين سقوطه أول مرة ووفاته، بعمر 31 عامًا.

رحل رفعت بعد كلمات قالها أثرت في كل من قرأها أو سمعها، خلال حواره التلفيزيوني الوحيد الذي أجراه بعد عودته عقب السقوط، ومنها:
مررت بضغوط نفسية لم يمر بها لاعب كرة من قبل كانت عاملًا وراء أزمتي الصحية. أستعين بجهاز منظم لضربات القلب وأتناول الأدوية. أرغب في استكمال مسيرتي الكروية!.

ولأن تفاصيل وفاة أحمد رفعت كانت غامضة بعض الشيء وقيل فيها عديد المعلومات، وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي بإحالة ملف اللاعب للنيابة العامة للتحقيق فيه، وأمر النائب العام حينها بفتح تحقيق موسع للوقوف على ملابسات الوقائع التي تعرض لها قبل الوفاة.
وأسفرت التحقيقات باستنتاج أن سبب الوفاة سكتة قلبية مفاجئة كانت قد اعترته بعد سابق إصابته بتوقف عضلة القلب.
ومع اتخاذ الإجراءات الطبية اللازمة من تركيب دعامة وتقديم الأدوية، لم يستجب لتلك الأدوية لوجود خلل جيني لديه يمنع ذلك ويؤدي في الأصل إلى التصلب المبكر في الشرايين التاجية وحدوث خلل بالصفائح الدموية.
