لأول مرة، استخدمت الشرطة الفرنسية السكاكين لثقب قوارب المهاجرين غير الشرعيين في مياه القناة الإنجليزية، وذلك في إطار استعداداتها لتطبيق "تغييرات قانونية"؛ كما أشارت صحيفة "التايمز" البريطانية.

وشهدت الشواطئ الفرنسية، صباح الجمعة، مشاهد فوضوية عندما اقتحم ضباط فرنسيون البحر وهم يحملون سكاكين لتقطيع قارب مطاطي كان المهاجرون يتدافعون للصعود عليه.
ووصفت صحيفة "التايمز" هذه الواقعة بأنها "مقدمة لتغيير القانون البحري، الذي سيسمح لضباط من وحدة شرطة "ماركي" المتخصصة بدخول المياه الضحلة لاعتراض قوارب المهاجرين ومنعها من عبور القناة"؛ ونقلت عن مصدر مطلع قوله "إنهم يستعدون للتغيير".
وتعمل الوحدة، التي تتمتع بسلطات خاصة في مجال النظام العام ومدربة على التعامل مع الاضطرابات في فرنسا، على الانتهاء من وضع الإرشادات بشأن كيفية تنفيذ القانون الجديد، حتى يكون أكثر فعالية في منع المعابر.
وصل عدد قياسي من المهاجرين إلى المملكة المتحدة على متن قوارب صغيرة بلغ 20,600 مهاجر حتى الآن هذا العام، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 51% مقارنة بأعداد المهاجرين في نفس الوقت من العام الماضي.
وفي السابق، كانت القوات الفرنسية تستخدم السكاكين لإفراغ الجوانب القابلة للنفخ من القوارب الصغيرة، ولكن فقط أثناء تواجدها على الشواطئ. لكن المهربين غيّروا أساليبهم بإطلاق "قوارب تاكسي"، وهي طريقةٌ حالت دون وصول السفن إلى الشاطئ.
وتُقاد القوارب الصغيرة على طول الممرات المائية الداخلية الفرنسية، قبل أن تبحر على طول الساحل لالتقاط المهاجرين، الذين كان يُطلب منهم خوض المياه للصعود على متن القارب.
وسيواجه المهاجرون الذين يرفضون محاولات الإنقاذ الفرنسية في القناة عقوبة تصل إلى خمس سنوات في السجن بموجب القوانين الجديدة التي قدمها مشروع قانون أمن الحدود واللجوء والهجرة، الذي يجري النظر فيه في البرلمان.
وسائل جديدة
وفق "التايمز"، من المتوقع أن يعرض الرئيس ماكرون ووزير الداخلية برونو ريتيلو الوسائل الجديدة لمكافحة قوارب الهجرة غير الشرعية في القمة البريطانية الفرنسية المقررة الأسبوع المقبل، قبل وضعها موضع التنفيذ في وقت لاحق من هذا الشهر.
ورحبت وزيرة الداخلية البريطانية إيفيت كوبر بالأنباء التي تحدثت عن التدخل الفرنسي بالسكاكين. وقالت لبرنامج "اليوم" على راديو 4: "هذه استراتيجية مختلفة، ونرحب باتخاذ الشرطة الفرنسية إجراءات في المياه الضحلة، لكننا نريد إجراءات أوسع نطاقًا".
وأضافت كوبر: "سيستغرق تطبيق هذا الأمر وقتًا، ولكنه في طريقه إلى المرور عبر النظام الفرنسي حاليًا. أريد أن أرى هذا يحدث في أسرع وقت ممكن وأعتقد أن وزير الداخلية الفرنسي يريد ذلك أيضًا".
أيضا، قالت وزيرة الداخلية إن زيادة عدد القوارب المكتظة كانت أحد أسباب ارتفاع أعداد الوافدين هذا العام، حيث عبر يوم الخميس، 178 مهاجرًا على متن ثلاثة قوارب، بمعدل 59 مهاجرًا لكل سفينة.
وأشارت كوبر إلى أنه "أمرٌ مُريعٌ للغاية أن ترى قوارب تُسحق فيها الأطفال حتى الموت، ومع ذلك لا يزال القارب يُكمل رحلته إلى المملكة المتحدة. لذلك نريد تعزيز القانون ليُدرج تعريض الحياة للخطر في البحر ضمن قوانيننا، حتى نتمكن من مُقاضاة الجناة".
وتابعت: "بصراحة، كل من يصل على متن قارب فقد فيه طفلاً حياته يجب أن يواجه الملاحقة القضائية، سواء في المملكة المتحدة أو في فرنسا".