في أجواء إيمانية وروحية مميزة، ترأس قداسة البطريرك باسيليوس الأول، بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية التوحيدية الإريترية، احتفالات تدشين الكنيسة الجديدة وتقديس مذبحها في دير السيدة العذراء مريم الواقع في قرية عدي عيلا، ضمن منطقة عدي خالا، جنوب العاصمة الإريترية أسمرة، وذلك في يومي 27 و28 يونيو 2025 (وفقًا للتقويم المحلي: 20 و21 سنيّه).

وشارك في الاحتفال والأب القمص ميخائيل أبرهام، إلى جانب حشد كبير من الرهبان والراهبات، والكهنة والشمامسة، والمعلمين، والمؤمنين القادمين من مختلف أنحاء إريتريا، حيث أُقيمت الطقوس الكنسية على مدار يومين وسط أجواء من الفرح والتسبيح.
بدأت المناسبة مساء اليوم السابق، بصلوات الشكر وتلاوة المزامير وترانيم تقليدية، تُعرف في الطقس الإريترى باسم "تسبحة داوود"، تهيئة ليوم التدشين.
▫️وفي صباح اليوم التالي، أقيم طقس تدشين الكنيسة، وهو طقس كنسي يتم فيه تكريس مبنى الكنيسة الجديد وتهيئته ليكون مكانًا مقدسًا للصلاة والعبادة.
▫️كما تم تقديس المذبح، بوضع ذخائر من رفات بعض القديسين وقطعة من خشبة الصليب المقدس داخل المذبح، بحسب التقليد الأرثوذكسي المتبع.
في ختام الطقوس، رفع الحاضرون صلوات الشكر، وتبادلوا التهاني، مؤكدين على أهمية هذا الحدث التاريخي في مسيرة الدير، لا سيما وأنه المرة الأولى التي يترأس فيها البطريرك بنفسه هذا النوع من الاحتفالات في دير "عيلا".
يقع دير مريم عيلا في منطقة عدي عيلا، التابعة لمحافظة عدي خالا جنوب إريتريا، بالقرب من الحدود الإثيوبية.
ويُعد هذا الدير من أقدم الأديرة في المنطقة، حيث يعود تاريخه إلى القرن الرابع عشر الميلادي (حوالي سنة 1390م)، وقد أسسه الراهب القديس أبونا أبسادي.
وكان الدير مركزًا مهمًا للرهبنة النسائية، حيث تقيم فيه الراهبات لخدمة الكنيسة وتعليم الشابات. كما عُرف الدير على مر العقود كمكان للشفاء الروحي والجسدي، إذ يتوافد إليه الزوار لطلب بركة السيدة العذراء مريم، التي يحمل الدير اسمها.
وقد خضع الدير في السنوات الأخيرة لعملية ترميم وتحديث، بعد أن كان قد تعرّض للضرر بسبب ظروف الحروب والنزوح، وجرى ترميمه بدعم من رهبان أديرة أخرى وبإشراف مجمع الكنيسة.
مناسبات مماثلة في مناطق أخرى:
بالتزامن مع هذه الاحتفالات، أُقيمت مناسبة مشابهة في كنيسة السيدة العذراء مريم بمنطقة عدي قيح، جنوب شرق إريتريا، وذلك برعاية نيافة المطران أبونا غريغوريوس، مطران منطقة البحر الأحمر، وبمشاركة عدد من الكهنة والرهبان والمؤمنين، حيث تم تدشين المذبح الجديد ورفع الصلوات والتسابيح.