القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

الفيل هانو.. قصة هدية من ملك البرتغال لـ البابا وسكن في الفاتيكان

عندما يُقابل المؤمنون الحبر الأعظم، فإنهم غالبًا ما يُهدونه مسبحة، أو أيقونة، أو كتابًا ليتبارك به. لكن في مشهد نادر لا يتكرّر، تلقّى البابا لاوون العاشر في القرن السادس عشر فيلًا حيًّا كهدية من ملكٍ كاثوليكي

الفيل هانو.. قصة هدية من ملك البرتغال لـ البابا وسكن في الفاتيكان

ففي عام 1514، أرسل ملك البرتغال مانويل الأول هدية فريدة إلى البابا المنتخب حديثًا، عبارة عن فيل آسيوي أبيض يُدعى هانو، جُلب من مستعمرات البرتغال إلى روما، في سابقة لم تعرفها إيطاليا منذ قرون

موكب مهيب وحفاوة مذهلة

وصل هانو إلى روما برفقة السفير البرتغالي تريشتاو دا كونيا في موكب احتفالي لفت الأنظار.

لم يكن معظم سكان روما قد رأوا فيلًا من قبل، فكان وصول هانو حدثًا لا يُنسى.

وعندما اقترب الموكب من قلعة سان أنجيلو، حيث كان البابا يراقب، قدّم هانو استعراضًا مدهشًا:

ركع أرضًا، ثم غمس خرطومه في حوض ماء ونثره على البابا والجمهور، ما أثار دهشة الحشود وسرور البابا لاوون العاشر.

من ضيف إلى رمز محبوب

أمر البابا ببناء حظيرة خاصة لهانو بين بازيليك القديس بطرس والقصر الرسولي، وفتحها أمام الزوّار في عطلات نهاية الأسبوع.

تحوّل هانو سريعًا إلى محبوب الجماهير، يشارك في المهرجانات والمواكب، حتى إنه ألهم البابا نفسه لكتابة قصائد شعرية بحقه.

وفاة مفاجئة تُحزن البابا

لكن فرحة روما بهانو لم تدم طويلًا.

ففي يونيو 1516، أُصيب هانو بـ إمساك حاد لم يُفلح علاجه، وتوفي في 8 يونيو بينما كان البابا إلى جانبه، حزينًا على رحيل رفيقه الاستثنائي.

وفي لفتة وفاء، أمر البابا الرسام الشهير رافائيل برسم لوحة تذكارية تخليدًا لذكراه.

اكتشاف مذهل بعد خمسة قرون

مرت القرون، وذهبت قصة هانو طي النسيان، حتى جاء عام 1962، حين كان عمال يُجرون أعمال صيانة لنظام التدفئة في الفاتيكان.

اكتشفوا بقايا عظميّة ضخمة، من بينها سنّ كبير وأجزاء من فكّ فيل.

ظنّ البعض بدايةً أنها بقايا ديناصور، قبل أن يتبيّن لاحقًا أنها عظام هانو، الفيل الذي عاش ومات في قلب الفاتيكان.

هانو… من هدية دبلوماسية إلى أسطورة

هانو لم يكن مجرّد هدية بروتوكولية، بل جسرًا حيًّا بين الثقافات وواحدًا من أكثر الرموز غير التقليدية التي استقبلها الفاتيكان في تاريخه.

رغم قصر مدة إقامته، فإن أثره بقي محفوظًا في ذاكرة المدينة، وها هو اليوم يُستعاد كقصة فريدة من نوعها، تُظهر كيف يمكن لحيوان أن يترك أثرًا في قلب التاريخ والبابا معًا.

البوابة
01 يوليو 2025 |