القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

معجزة "زرع الساق السوداء": طب سماوي بين يدي القديسين قزما وداميان

في حادثة خارقة لا تزال تُذكر بإعجاب في تاريخ الكنيسة المسيحية، تُنسب إلى القديسين قزما وداميان، الطبيبين الشفيعين، معجزة طبية مذهلة تُعرف بـ”زرع الساق السوداء”، وقد جرت أحداثها في مدينة روما، حيث تم استبدال ساق مريضة لسائس كنيسة بساق رجل آخر دُفن حديثًا.

معجزة "زرع الساق السوداء": طب سماوي بين يدي القديسين قزما وداميان

من هما القديسان قزما وداميان؟

القديسان قزما وداميان كانا طبيبين توأمين عاشا في القرن الثالث الميلادي، واشتهرا بممارسة الطب مجانًا، إيمانًا منهما بأن الشفاء الحقيقي هو من الله. وقد نالا شهرة واسعة في العالم المسيحي، حتى أُطلق عليهما لقب “الطبيبين بلا أجر”.

بداية المعجزة: المرض والرؤيا

كان شماسٌ أبيض البشرة يُدعى جستنيان، يخدم في كنيسة تحمل اسم القديسين في روما، يعاني من غرغرينا خطيرة في إحدى ساقيه. وفي ليلةٍ من الليالي، وبينما كان نائمًا، شاهد رؤيا ظهر له فيها القديسان قزما وداميان. كانا يحملان أدوات طبية وجراحية، وكأنهما يستعدان لإجراء عملية طبية له.

العملية الغامضة: بتر وزرع من عالمين مختلفين

بحسب الرؤيا، قام أحد القديسين بقطع ساق الشماس المصابة من فوق الركبة، بينما توجه الآخر إلى مقبرة قريبة، حيث أخرج ساقًا لرجل أسود كان قد دُفن في اليوم نفسه. ثم قاما بزرع الساق الجديدة مكان الساق المريضة، فيما دُفنت الساق المصابة في قبر الرجل الأسود.

المعجزة تتحقق: الشفاء الكامل

في صباح اليوم التالي، استيقظ الشماس ليكتشف أن ساقه المريضة قد اختفت، وحلّت مكانها ساق جديدة، لكنها سوداء اللون. تأكد من صدق الرؤيا حين ذهب بعض من خدام الكنيسة إلى القبر المذكور، فوجدوا فيه الساق المريضة التي كانت تخص الشماس.

أيقونة خالدة وتمجيد مستمر

خلّدت الأيقونات المسيحية هذا الحدث العجيب، إذ تظهر في كثير من الأعمال الفنية والكنائس صورة الشماس مستلقيًا على فراشه، والقديسان الطبيبان يقومان بإجراء العملية الجراحية وسط أجواء روحانية مهيبة. وتحتفل الكنيسة في الأول من تموز (يوليو) من كل عام بتذكار القديسين، اللذين يُعدّان شفيعين للمرضى والأطباء والجراحين.

بين الإيمان والطب: رسالة المعجزة

تتجاوز هذه المعجزة مجرد خرقٍ طبيعي لقوانين الجسد، لتبعث برسالة إنسانية وروحية عميقة مفادها أن المحبة والعطاء لا يحدهما جنس أو لون أو عرق، وأن الطب الحقيقي لا يُمارَس فقط بالأدوات، بل أيضًا بالإيمان والرحمة.

ختامًا، تبقى معجزة “زرع الساق السوداء” شهادة خالدة على أن الطب قد يكون أحيانًا رسالة مقدسة، تتجاوز حدود العلم، وتؤكد أن الشفاء، في بعض الأحيان، يأتي من السماء.

البوابة
01 يوليو 2025 |