علق رجل الأعمال نجيب ساويرس على رسالة المخرج عمرو سلامة بشأن وصفه الحنين إلى الماضي بأنه "خدعة النوستالجيا"، والتي أكد فيها أن الناس يشكون من زمانهم، ويتمنون العودة للماضي، ليس لأن الماضي أفضل، لكن لأنهم كانوا يحملون في ماضيهم مشاعر أجمل.

ساويرس يرد على عمرو سلامة بشأن خدعة النوستالجيا
ورفض رجل الأعمال نجيب ساويرس، في رسالته التي وجهها إلى المخرج عمرو سلامة، ما أشار له سلامة بشأن ما وصفه بـ "خدعة النوستالجيا"، مؤكدًا أن الماضي كان أفضل، وليست المشاعر فيه فقط.
وقال نجيب ساويرس في رسالته للملحن عمرو سلامة: "لا الماضي أيضًا كان أفضل...."
وذلك ردًا على رأي عمرو سلامة عن الحنين للماضي، التي قال فيها: "النوستالچيا خدعة، في كل زمن مضى، كان الناس يشكون زمانهم ويتمنون العودة إلى ماضٍ أقدم منه. يشعر الناس بالنوستالچيا ليس لأن الماضي كان أفضل، بل فقط لأنهم كانوا في ماضيهم يشعرون بمشاعر أجمل".

الجدير بالذكر أن النوستالجيا، المقصود بها الحنين إلى الماضي، وهي شعور عاطفي بالاشتياق والرغبة في العودة إلى فترة زمنية أو مكان معين في الماضي، ويرتبط بذكريات وأحداث إيجابية.
وترتبط النوستالجيا بفقدان الألفة مع الواقع، أو الشعور بالوحدة، أو التغيير السريع في الحياة، أو مواجهة صعوبات في التكيف مع الحاضر، حيث تكون النوستالجيا آلية دفاعية، تساعد الإنسان على تحسين حالته المزاجية، وتعزيز الثقة بالنفس، وتوفير الراحة النفسية.
مرض النوستالجيا مرتبط باضطربات الاكتئاب
والنوستالجيا، هي نوع من الحنين الذي يشد الإنسان إلى أوقات سابقة، أو أماكن قديمة، عرف فيها لحظات من السعادة، وربما تتعلق تلك اللحظات بوطن فارقه، أو بأشخاص فقدناهم، أو بحياة بسيطة ضاعت معالمها بين تعقيدات الحاضر، وفي جميع الحالات ينبع الحنين من صراع داخلي ناتج عن رفض الحاضر، مع العجز عن تغييره، أو من شعور بالاغتراب وعدم الانتماء إلى الواقع.

وتتحول النوستالجيا إلى حالة سلبية، إذا أدت إلى حالة من الانفصال عن الواقع، والعيش في الماضي بشكل مستمر، أو في حالة ارتباط الشخص بمشاعر سلبية مثل الندم أو الحسرة، وعلى الرغم أن النوستالجيا ليست اضطرابًا نفسيًا، لكنها قد تكون مرتبطة ببعض الاضطرابات مثل الاكتئاب.
واعتبر البعض النوستولجيا في البداية مرضًا نفسيًا، ويرجع أول تشخيص طبي لها إلى ملاحظة الاضطرابات النفسية، والأعراض الفسيولوجية، التي تصيب العمال والجنود، مع طول ابتعادهم عن أوطانهم، وتتفاقم
هذه الاضطرابات كلما اقترنت باسترجاع الذكريات أو بقراءة الرسائل، أو بغيرها من أدوات استحضار الاغتراب وتمثيله حسيًا وبصريًا، ومن هنا كان ظهور مصطلح النوستالجيا المعبر عن معاناة البعد عن الأوطان.
ولقد حظيت فكرة الحنين أو النوستالجيا بمكانة كبيرة في الأدب والفن العالميين، بشكل قد يصعب حدوثه مع غيرها، إذ لا يختلف اثنان في أن رفض الواقع، أو مخالفته على الأقل، هي أبسط أشكال التعاطي الفني والأدبي، القائم على جدلية الواقع والخيال.