تحيي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم، تذكار رحيل القديس القوى موسى الأسود، أحد أعظم قديسي القرن الخامس، والذي يعتبر أول ضحايا برية شيهيت، ورمزًا للتوبة الحقيقية والتحول الروحي الجذري.

عرف القديس موسى بدايةً كلص وقاطع طريق، لكنه كان يبحث بقلبه عن الإله الحقيقي، فقادته العناية الإلهية إلى أديرة وادي النطرون، حيث التقى بالرهبان وعرف المسيح وقرر أن يهب حياته له ، ترهّب موسى الأسود وعاش حياة نسكية قوامها الفقر الاختياري والطاعة والعفة، فصار خادمًا للكل، يحمل محبة عظيمة وتواضعًا نادرًا.
وفي ختام جهاده، سمح الرب أن يُكلل موسى بإكليل الشهادة، فهاجمه البربر وقتلوه بالسيف، ليصير ضحية على إيمانٍ عاش من أجله بصدق ودموع. وتظل سيرته حتى اليوم مصدر إلهام لكل من يسلك طريق التوبة .