القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

دادي ترامب إز هوم .. بقلم حمدي رزق

بقلم حمدي رزق

هاى دادى (بابا هوم) أغنية للمغنى الأمريكى آشر، صدرت كأول أغنية منفردة من الألبوم فى الولايات المتحدة، بعد أغنية بايبرز التى حققت نجاحا كبيرا، وبلغت ذروتها فى المرتبة الرابعة والعشرين على قائمة (بيلبورد هوت 100)، والمرتبة الثانية على قائمة أغانى (الآر أند بى/هيب هوب).

دادي ترامب إز هوم .. بقلم حمدي رزق

الأمين العام لحلف شمال الأطلسى مارك روته، أعاد الأغنية التى صدرت فى العام 2010 م، إلى محركات آلبحث الإلكترونية، سك مارك روته لقب الأب على الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، سرعان ما اعتمد البيت الأبيض اللقب (وسما) للرئيس الأمريكى، ما أشاع سرورًا فى نفسية الأب ترامب، وتاليًا سيكون لقب الأب إشارة مباشرة للرئيس الملهوف على الزعامة الكونية.

البيت الأبيض استبق الجميع ونشر على منصة (إكس) مقطع الفيديو الذى يتضمن أغنية الأب (دادى إز هوم) للمغنى آشر مركب عليها صور ترامب فى قمة الناتو فى لاهاى.

الأمين العام للحلف مارك روته، استخدم وسم الأب فى ظهوره مع ترامب خلال القمة، تعليقا على توبيخ الرئيس الأمريكى لإسرائيل وإيران بسبب انتهاكات وقف إطلاق النار، ضحك روته ساخرًا ثم يضطر الأب أحيانا إلى استخدام لهجة قوية لحملهما على التوقف.. لسان حاله حزم الأب ويشير إلى أسلوب ترمباوى يتميز بالقوة والحسم فى اتخاذ القرارات وتوجيه القادة، والتواصل الفعال مع الأبناء.

والسؤال: كيف سيتعامل قادة العالم تاليا مع الأب الحازم، صار ترامب فى منزلة الأب لملوك ورؤساء وأمراء العالم، مثلا، كيف سيخاطبه الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، وترامب يمتدحه كصديق كثيرًا، وكيف

سيتعاطى معه المرشد الأعلى للثورة الإيرانية على خامنئى وقد منحه ترامب فرصة حياة جديدة وأنقذه من الاغتيال، كيف سينادى خامئنى على الأب ترامب، وقد اشتعلت لحيته شيبًا، تقريبًا خامئنى أكبر سنًا من ترامب!

الأب الحازم ترامب عادة ما يطلب من الأولاد العاقين الطاعة، أحلام ترامب أوامر، أخشى يطلب الرئيسات والملكات فى بيت الطاعة، قادر ويعملها.

اللقب الجديد (الأب) يستوجب تاليًا ممن يتعاملون معه، سيما من يجلسون أمام مكتبه البيضاوى فى كرسى الاعتراف، اللباقة واللياقة عند الحديث إليه، وحديث إن لم تقله، أوشك الصمت حولنا أن يقوله..

حديث إلى الأب، ويحق عليهم الطاعة، طاعة الأب، ومن يخرج على طاعة الأب يفسر بالعقوق، وعقوق الآباء من كبائر السياسية الأمريكية.

الأمين روته كان حذرا فى توصيف الأب، ولو شققت قلبه، واطلعت ستجد الأب الروحي ماثلا، خشى غضب ترامب وتحفظ سياسيًا، أظن ترامب بات مسرورًا.

فى مقابلة مع رويترز بعد القمة الأطلنطية، قال روته إنه استخدم كلمة أب لوصف الطريقة التى ينظر بعض الحلفاء إلى الولايات المتحدة، وليس عن ترامب تحديدًا، فى أوروبا والدول المتقدمة، أسمع أحيانا زعماء يقولون: يا مارك، هل ستبقى الولايات المتحدة معنا؟ وأقول فى سرى، إن هذا يبدو مثل طفل صغير يسأل والده هل ستبقى مع العائلة؟

وبهذا المعنى، استخدمت كلمة الأب، (الأمر) ليس أننى كنت أنادى الرئيس ترامب بالأب، بل لأنهم يطلبون أبًا.. ما لم يقله روته قاله الشاعر العربى بشر بن برد: أَعمى يقودُ بصيرًا لا أبا لكم.. قد ضل من كانت العميان تهدى.

وسؤال بسؤال، وهل شبوا عن الطوق، أعضاء حلف شمال الأطلسى الآخرين مثل الأطفال الذين كبروا الآن بعد تعهدهم بزيادة الإنفاق على الدفاع، قال روته إنهم كبروا بالفعل، لكنهم أدركوا أن عليهم أن يزيدوا من الإنفاق الدفاعى لمساواته مع الولايات المتحدة، ما يترجم مساعدة الأب فى الإنفاق على التزاماته العائلية أقصد الدفاعية عن عدوهم الوهمى الموهوم المتوهم.

حمدي رزق - المصرى اليوم
29 يونيو 2025 |