القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

ترامب «عبده مشتاق» لجائزة نوبل: «أستحقها.. أنا من أوقفت الحروب وصنعت السلام»

في صبيحة يوم من أيام أكتوبرالباردة، وبينما لا تزال واشنطن تغط في سكون ما قبل الشروق، طرقت جائزة نوبل باب البيت الأبيض لتوقظ رئيسه الشاب الجديد حينها، باراك أوباما.

ترامب «عبده مشتاق» لجائزة نوبل: «أستحقها.. أنا من أوقفت الحروب وصنعت السلام»

لم يكن «أوباما» قد أكمل عامًا في منصبه حين سمع صوتًا من لجنة نوبل النرويجية يخبره بأنه فاز بجائزة نوبل للسلام لعام 2009.

ومع تداول الخبر عبر وكالات الأنباء، أثارت الجائزة جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية، فبينما اعتبرها البعض تكريمًا استباقيًا لمسار واعد، رأى آخرون أنها منحت لرغبة لا لإنجاز. لكن ما بين الجدل والتكريم، بقيت تلك الصبيحة من أكتوبر محفورة في ذاكرة أوباما، «يوم جاءه المجد مبكرًا، قبل أن تُختبر سياساته حقًا»، بحسب الـ «الجارديان» البريطانية.

«أنا لا استحق هذه الجائزة بجانب هذه الشخصيات الكبيرة التحويلية التي حظت بها من قبل، توقيتها محرج بالنسبة لي»، بهذه الكلمات استقبل رئيس الولايات المتحدة، خبر فوزه بالجائزة، وفقًا لما نقلته صحيفة «الجارديان».

وأكد «أوباما» أنه سيستخدم الجائزة كمنصة لتعزيز رؤيته الدبلوماسية للعالم، موضحًا أن قيمة الجائزة المالية ستُخصص للجمعيات الخيرية، في محاولة لمواجهة التشكيك الذاتي الذي يقول له: «أنت لا تستحق الجائزة».

أما رئيس لجنة نوبل للسلام حينها، ثوربورن ياجلاند، فقد دافع بقوة عن قرار اللجنة، مشيرًا إلى أن الجائزة مُنحت لأوباما بسبب «جهوده الفذة لتقوية الدبلوماسية الدولية»، وأضاف أن مجرد تغيير النبرة السياسية العالمية بعد سنوات من التوتر كان بحد ذاته إنجازًا يستحق التقدير.

ترامب يُطارد الجائزة «أنا من صنع السلام»

مرت 15 عامًا منذ أن استيقظ الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، على خبر منح نوبل. واليوم، وفي صراع جديد من التاريخ الرئاسي الأمريكي مع جائزة نوبل، يظهر الرئيس دونالد ترامب كمن أقسم ألا يغادر المسرح السياسي دون أن يُسجل اسمه في سجلات نوبل.

وبصوته الصاخب المعتاد، لا يتوانى ترامب عن تكرار عباراته أمام الكاميرات والصحفيين: «أنا من أوقفت الحروب.. أنا من صنع السلام».

ومع كل تحرّك أو مبادرة، يُروج ترامب نفسه كمحور لتهدئة الصراعات الدولية، يبدأ بالتصعيد أحيانًا، لكنه يُسرع إلى المفاوضات، ليُعلن بعد ذلك أمام الإعلام «لقد أنهيت الحروب.. ألا استحق نوبل!».

كانت باكستان، أعلنت في وقت سابق، ترشيح «ترامب» لجائزة نوبل للسلام، رغم تصاعد حدة التوترات السياسية والعسكرية التي يشهدها العالم منذ عودته إلى الحكم في يناير 2025.

وبررت إسلام أباد ترشيحها المفاجئ لترامب، على لسان نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية، بأنه لعب دورًا محوريًل في تهدئة أزمة نووية كادت أن تنفجر بين الهند وباكستان في مايو الماضي.

وأكد المسؤول الباكستاني أن تدخل ترامب الدبلوماسي ساهم في تخفيف حدة التصعيد ومنع وقوع كارثة إقليمية، واصفًا إياه بأنه أظهر «قيادة حكيمة ورؤية استراتيجية» ساعدت في تحقيق الاستقرار.

وعلق «ترامب» على الترشيح، على منصة «تروث سوشيال» قائلًا: «لم أكن فقط سببًا في حل الأزمة بين الهند وباكستان، بل ساهمت أيضًا في إبرام اتفاقات سلام في الشرق الأوسط، وتقريب وجهات النظر بين الكونغو ورواندا، قمت بالكثير مما يستحق نوبل… لكنني على الأرجح لن أنالها».

وعلى إثر ذلك، وقعت روندا والكونغو الدمقراطية اتفاق سلام برعاية أمريكية، أمس الجمعة، في خطوة وُصفت بأنها بارقة أمل لإنهاء سنوات من الصراع الدموي الذي أودى بحياة الآلاف وأدى إلى نزوح مئات الآلاف من المدنيين، وفقًا لما نقلته «فرانس 24» الفرنسية.

كما ذكرت صحيفة «التايمز» البريطانية، إن اتفاق السلام بين روندا والكونغو قد يكون آخر جهود «ترامب» للفوز بجائزة نوبل للسلام.

ومن جهته، رشح النائب الجمهوري بادي كارتر، من ولاية جورجيا، الرئيس دونالد ترامب لجائزة نوبل للسلام، مشيرًا إلى دوره في التوسط في وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل بعد صراع قصير ولكن مكثف حول طموحات إيران النووية.

يشار إلى أن هذه ليست المرة الأولى، التي يبدي فيها ترامب انزعاجه من عدم حصوله على جائزة نوبل وعدم تقدير جهوده، حسب رأيه، حيث أثار الأمر مؤخرًا في فبراير الماضي، خلال اجتماع في المكتب البيضاوي مع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.

وقال ترامب حينذاك: «لن يمنحوني جائزة نوبل للسلام أبدًا، وأنا أستحقها، لكنهم لن يمنحوني إياها أبدًا»، وفقًا لما نقلته وسائل إعلام عالمية.

لذا أصبحت مسألة حصول «ترامب» على جائزة نوبل للسلام في هذه الولاية هدفًا ملحًا يسعى لتحقيقه، مهما كلفه الأمر، لكن يبقى السؤال، هل يمكنه نيل هذه الجائزة في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، واستمرار الحرب الروسية الأوكرانية؟.

المصرى اليوم
28 يونيو 2025 |