القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

صرخة أم في حادث المنوفية: "3 من بناتي ماتوا.. استلفنا نعوشًا من بلد تاني"

في قرية كفر السنابسة التابعة لمحافظة المنوفية، ارتفع صراخ أمٍ مفجوعة، بعدما ودعت ثلاثًا من بناتها اللاتي راحت فى حادث "الطريق الإقليمي" المأساوي.

صرخة أم في حادث المنوفية: "3 من بناتي ماتوا.. استلفنا نعوشًا من بلد تاني"

بكلمات متقطعة غارقة في الدموع، روت الأم المكلومة تفاصيل صباح الجمعة الدامي، الذي بدأ ككل يوم بوداع بناتها الأربع: آية، وسمر، وأسماء، وآيات.

ووفقا لتصريحات الأم، كانت البنات يخرجن مبكرًا، يحملن على أكتافهن عبء مساعدة أسرتهن في ظروف الحياة القاسية، لكن القدر خبأ لهن نهاية لم تخطر ببال أحد.

لم تكن الأم تتوقع أن يصل إليها خبرٌ يزلزل كيانها: وفاة ثلاثة من فلذات كبدها، بينما الرابعة، "آيات"، تنازع الموت على أجهزة التنفس الصناعي في العناية المركزة بمستشفى أشمون العام.

بصوتٍ يرتجف، تابعت الأم حديثها الممزوج بالحسرة: "عندنا 9 بنات ماتوا من الشارع.. الخبر جالنا والرجالة وقعت كلها من طولها، ولادنا كانوا نور عينينا، ونزلوا عشان يساعدونا في ظروفنا الصعبة، أنا مش مصدقة، حاسة إني بحلم، ده كابوس"، موضحة أنه من هول الحادثة اضطروا إلى الذهاب إلى قرى مجاورة للحصول على نعوش، قائلة: "استلفنا نعوشًا من بلد تاني" .

"ولادي الأربعة فين؟".. تتساءل الأم المكلومة وهي تبحث عن إجابة في الفراغ، بينما تتجدد أمام عينيها صور بناتها الأربع اللاتي رحلن بحثًا عن لقمة العيش.

تُفسر الأم دوافع خروج بناتها للعمل منذ أربع سنوات، فتقول: "بناتنا كانوا مضطرين للعمل بسبب قصر اليد والظروف الاقتصادية الصعبة... أباهاتهم ضهرهم مكسور ومخرجناش إلا الشديد القوي، منهن من كانت في التعليم، وأخرى توفر نفقات تجهيزها للزواج، لكن كل شيء تبدد في لحظة، فالحياة انقلبت رأسًا على عقب، ومستقبل هؤلاء الفتيات بات ذكرى مؤلمة".

"حياتنا دُمرت وبناتنا ماتوا، وشقانا على التعليم والعيشة كله راح، ربنا يعوض علينا"، هكذا اختتمت الأم حديثها المرير، متحملةً الألم بصبرٍ وإيمان.

كانت محافظة المنوفية، شهدت أمس الجمعة حادثًا مروعًا على الطريق الإقليمي أمام قرية مؤنسة بمركز أشمون، حيث اصطدمت سيارة نقل ثقيل بأخرى أجرة (ميكروباص)، مما أسفر عن مصرع 19 شخصًا وإصابة 3 آخرين، وتحرر عن الواقعة المحضر اللازم، وتولت النيابة العامة التحقيقات لكشف ملابسات هذا الحادث الأليم.

مصراوى
28 يونيو 2025 |