القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

"سرايا أنصار السنّة" تتبنى الهجوم على الكنيسة في دمشق

أوردت "سرايا أنصار السنّة" الثلاثاء (24 حزيران/يونيو 2025) في بيان على تطبيق تلغرام، "أقدم الأخ الاستشهادي محمّد زين العابدين أبو عثمان.. على تفجير كنيسة مار إلياس". وقالت إن العملية جاءت "بعد استفزاز" من مسيحيي دمشق "في حق الدعوة وأهل الملَّة".

"سرايا أنصار السنّة" تتبنى الهجوم على الكنيسة في دمشق

واعتبرت المجموعة، التي تأسست بعيد إطاحة الحكم السابق في كانون الأول/ديسمبر، أن "ما نشر في إعلام حكومة الجولاني (الرئيس الانتقالي أحمد الشرع) عار عن الصحة"، مهددة بأن جنودها "من استشهاديين وانغماسيين، على أتمّ الجاهزية، عدة وعدداً.

وأسفر هجوم نفذه انتحاري الأحد على الكنيسة الواقعة في حي الدويلعة عن مقتل 25 شخصاً وإصابة العشرات بجروح، ما جدّد مخاوف الأقليات التي كان المجتمع الدولي حضّ مراراً السلطة الانتقالية على حمايتها وإشراكها في المرحلة الانتقالية.

وكانت الداخلية قالت الأحد إن منفذ الهجوم "يتبع لتنظيم داعش الإرهابي". وأعلنت الإثنين "القبض على عدد من المجرمين المتورطين في الهجوم"، خلال عملية أمنية "ضد خلايا تابعة لتنظيم داعش الإرهابي" في ريف دمشق. لكن تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) لم يتبن الهجوم.

"الحكومة تتحمل كامل المسؤولية"

وخلال تشييع عدد من ضحايا التفجير في كنيسة الصليب المقدس في القصاع، وصف بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي ما حصل بـ"مجزرة غير مقبولة". وخاطب الرئيس الانتقالي أحمد الشرع بالقول "تكلمتم البارحة هاتفيا مع الوكيل البطريركي لتنقلوا لنا عزاءكم، لا يكفينا هذا". وتابع، يازجي، وهو أكبر رجل دين

مسيحي في سوري، "الجريمة النكراء التي حصلت في كنيسة مار الياس هي المجزرة الأولى في سوريا منذ +طوشة+ 1860"، في إشارة إلى مجازر بحق المسيحيين شهدتها دمشق خلال الحكم العثماني، مضيفاً "نحن لا نقبل أن تحصل في أيام الثورة وفي عهدكم الكريم".

وقال يازجي إن الحكومة يجب أن تعطي الأولوية لحماية الجميع وفي إشارة إلى الهجوم على الكنيسة، أضاف "ما يهمني، وسأقوله، هو أن الحكومة تتحمل كامل المسؤولية".

وعلى وقع الزغاريد والدموع، شقت تسعة نعوش بيضاء طريقها الى داخل الكنيسة، وسط تدابير أمنية مشددة وتفتيش في محيط الكنيسة وإقفال الطرق المؤدية إليها.

وقال المدرس راجي رزق الله (50 عاما) لفرانس برس "هذه الأحداث عابرة ولا قيمة لها في سطور التاريخ، المسيحية جزء راسخ وثابت من هذه الأرض والمتطرفون مارقون. لا مكان لهم في الحاضر ولا في المستقبل".

ولطالما قدّم الحكم السابق نفسه حامياً للأقليات. خلال سنوات النزاع منذ 2011، تضررت كنائس عدة أو تعرّض محيطها لهجمات، لكن من دون أن يستهدفها هجوم انتحاري مباشر، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وفي آذار/مارس الماضي، وقع إشكال أمام الكنيسة التي استهدفها الهجوم، بعدما اعترض سكان على توقف سيارة دعوية بثّت عبر مكبر الصوت أناشيد إسلامية وأجبروا ركابها على المغادرة. وتدخل الأمن العام لاحقاً لاحتواء الوضع.

ماذا نعرف عن "سرايا أنصار السنة"؟

وتفاقمت مخاوف الأقليات بعدما أسفرت أعمال عنف ذات خلفية طائفية في آذار/مارس عن مقتل 1700 شخص في الساحل السوري، غالبيتهم الساحقة علويون، ثم تلتها اشتباكات مع مسلحين دروز قرب دمشق أوقعت عشرات القتلى. وتعرض أفرادها لمضايقات وانتهاكات غالباً ما تُصنّف "فردية". وأوحت بعض الإجراءات والقرارات الرسمية بتوجه لفرض قيود على الحريات الشخصية.

ويشكل بسط الأمن أبرز التحديات التي تواجه سلطة الشرع، مع وجود مناطق خارج سيطرته أمنياً وانضواء مجموعات مسلحة ذات خلفيات عدة بينها جهادية في إطار الجيش الجديد.

ولا يُعرف الكثير عن "سرايا أنصار السنة"، لكن منشوراتها تتضمن انتقادات للشرع. وسبق للمجموعة، وفق المرصد السوري، أن هددت باستهداف الأقلية العلوية. كما شاركت في أعمال العنف في الساحل السوري. ووفق الباحث أيمن التميمي، فإن

المجموعة قد تكون "فصيلاً منشقاً مؤيداً لتنظيم الدولة الإسلامية، تشكّل أساساً من عناصر انشقت عن هيئة تحرير الشام وفصائل أخرى، لكنها تعمل حالياً بشكل مستقل" عن التنظيم. ولا يستبعد أن تكون كذلك "مجرد واجهة" للتنظيم المتطرف.

ويقود المجموعة قيادي سابق في هيئة تحرير الشام، الفصيل الذي ترأسه الشرع وقاد الهجوم الذي أطاح بالأسد. وتضم في قيادتها عضواً سابقاً من تنظيم "حراس الدين"، المرتبط بتنظيم القاعدة، والذي أعلن مطلع العام حل نفسه.

وكالات
25 يونيو 2025 |