القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

الإمام الأكبر يغرد بالفارسية! بقلم حمدي رزق

بقلم حمدي رزق

الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، ملم باللغة الفرنسية، قضى شهورا فى باريس مبتعثا للحصول على الدكتوراة من جامعة (السوربون) فى العام 1977م.

الإمام الأكبر يغرد بالفارسية! بقلم  حمدي رزق

الإمام الطيب فاجأ المحبين مغردا بالفارسية، فى معرض إدانته لعدوان الكيان المحتل على الجمهوريَّة الإسلاميَّة الإيرانيَّة.

جديد الإمام التغريد بالفارسية، وليس بجديد موقفه المعتبر من الحرب والعدوان، ويصلى للسلام، ويستيقظ الضمائر لوقف الحرب، ويدين صمت المجتمع الدولى عن هذا الطغيان، وعدم وقفه يُعدُّ شراكةً فى الجريمة، وليست له ثمارٌ إلا تهديد أمن العالم بأسره، فلا يمكن للحرب أن تخلق سلامًا.

الإمام لا يتحدث الفارسية، فضلا عن كتابتها، ولكن المؤتمنين فى مكتبه العامر ترجموا تغريدة فضيلته من العربية إلى الفارسية لتصل بحرفها ومنطوقها إلى الشعب الإيرانى دون تحريف فى الترجمة بحرف معناها.

تغريدة فضيلته بالفارسية تفسر تعزية للشعب الإيرانى، وتجلية لموقف الأزهر الشريف إدانة لما يصدرُ عن هذا الكيان الغاصب المعتدى من اعتداءاتٍ ممنهجةٍ وعربدةٍ متواصلة، لجرِّ المنطقة إلى حافَّة الانفجار، وإشعال حرب شاملة لا رابح فيها إلا تجَّار الدماء والسلاح.

أخشى تجلب تغريدة الإمام الأكبر بالفارسية هجوما إسرائيليا على فضيلته، سيقصفون رأسه بمسيرات (معاداة السامية)، والإمام فى سبيله ماضٍ بحول الله وقوته، لا يلوى على شىء، ولا يخشى فى قوله الحق لومة لائم.

عهدنا بفضيلته صادحا بالحق، ومنسوبا إليه نبوءة بزوال إسرائيل كل احتلال ينتهى به الأمر إلى الزوال عاجلاً أم آجلاً، قادة حرب الإبادة يخشون نبوءة الإمام بزوال الدولة العبرية.

تحليل مضمون بيانات الأزهر الشريف التى صدرت مواكبة للحرب، منذ السابع من أكتوبر وحتى القصفة الأمريكية على المواقع النووية الإيرانية، التحليل على نحو صحيح، يترجم بكل اللغات إدانة العدوان أيا كان نوعه أو مصدره.

الإمام طيب من الطيبة وله من اسمه نصيب، بياناته تترجم اعتدالا، وينادى على أحرار العالم للحراك السلمى ضغطا لوقف العدوان.

شيخ الأزهر لم يغادر مربع الاعتدال، عين الاعتدال، ويدعو إلى السلام، متسقا مع الآية الكريمة وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (الأنفال 61).

هل مطلوب من إمام السنة الصمت على عدوان غاشم، هل يقف عاجزا حتى عن الدعاء على الأعداء، هذا والله لأضعف الإيمان.

الإمام لا يستبطن عداء لليهود، تخيل دعاء الإمام للسلام ووقف الحرب يصفونه تشددا، ما بالكم بتحريض الحاخامات، مجرمو الحرب يرهبون الإمام وهو قائمًا يصلى ويتمتم بالدعاء.

إمامنا ينطق بحق يعتقده، لا يرهبه تخرصات الأعداء، موقف محمود فى وطنه، ويقف موقف دولته، ويتبنى مواقف قيادته، لا يفارق مربع الاعتدال، ويدعو للسلام أثناء الليل وأطراف النهار.

الأزهر يضطلع بواجبه الإنسانى قبل واجبه الدينى، وواجبه الدينى فرض كفاية عن أصوات الأمة الإسلاميّة.

الأزهر منارة الوسطية لا يروم حربا دينية كارثية كالتى ينادى بها حاخامات إسرائيل، الأزهر ينادى بالأخوة الإنسانية.

راجعوا بيانات الإمام الأكبر تعبيرا عن المشيخة العريقة فى قلب مصر العظيمة لتفقهوا قول الإمام، يبدو هناك ترجمة (عبرية) محرفة عمدا لبيانات الإمام الأكبر التى تصدر عادة بالعربية الفصحى، وأخيرا بالفارسية، ما يغيظ الأعداء.

حمدي رزق - المصرى اليوم
23 يونيو 2025 |