وتُمنح الجائزة (جائزة نوبل) لمن بَذل جهدا فى سبيل نشر روح الإخاء بين الأمم، أو ساهم فى تسريح الجيوش أو خفض أعدادها، أو أنشأ هيئاتٍ أو مؤتمراتٍ تروّج للسلام.

حيثيات الفوز بجائزة نوبل أعلاه تبتعد بسنوات ضوئية عن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، ورغم تشوقه للجائزة المرموقة، فى قرار نفسه يستحقها عن جدارة، ولكن ليس كل ما يتمناه ترامب يدركه.
ترامب يضغط بثقله السياسى لينالها، وقدم فى منشور مطول نشره عبر منصته تروث سوشيال نبذة عن جهوده السلامية، ويشكو تجاهلًا واضحًا لما أنجزه من تسويات سياسية واتفاقيات سلام حول العالم.
يقولها متألما: لن أحصل على جائزة نوبل للسلام، قلبى واجف، وريقى ناشف، لو لم يتحصل ترامب على نوبل هذا، سنرى أعواما سوداء، أسود من قرن الخروب، كل اللى فات كوم، واللى جاى موضوع كبير!.
التجاهل سيجرح كرامة ترامب التى تنقح عليه، سيتحول ساعتها إلى نمر جريح، وعندما يتحول النمر المفترس إلى نمر جريح قد يهاجم المتعايشين معه طيلة العقود الماضية!.
ترامب يضغط مانحى الجائزة، بسرد مساهماته فى إحلال السلام العالمى (سردية ترامب السلامية)، ظهرهم للحائط، وأخشى سيتحصل عليها غصبا واقتدارا.
القاعدة، طالب الولاية لا يولى، وطالب الجائزة لا يتحصل عليها، مفارقة تاريخية لن تعمر طويلا، عادة ما تذهب جائزة نوبل للسلام إلى غير أهلها بالسوابق يعرفون.
فضلا لا موانع أخلاقية لدى مانحى الجائزة تحول دون تصويتهم لفوز ترامب بالجائزة، ألم يقروا آنفا فوز الناشطة فى الشر، اليمنية الإخوانية توكل كرمان ومنجزها التاريخى فحسب خراب اليمن السعيد وقسمته؟!.
ألم يفز بها آبى أحمد على، رئيس وزراء إثيوبيا، الذى يتعمد، مع سبق الإصرار والتربص، منع ماء الحياة عن شعبى وادى النيل، وتوج بالجائزة جزاء وفاقا على ما اقترفت يداه فى الهضبة الإثيوبية من تأجيج حروب القبلية، وبناء سد عال لتعطيش المصريين؟!.
وعلى ذكر السد الإثيوبى، ما كشفه ترامب فى منشوره، يمثل فضيحة سياسية للولايات المتحدة الأمريكية، سادة البيت الأبيض مولوا بناء السد الإثيوبى نكاية فى مصر، يقطع ترامب بالقول سد ضخم بنته إثيوبيا بتمويل غبى من الولايات المتحدة الأمريكية، يقلل بشكل كبير من تدفق المياه إلى نهر النيل!.
خلى بالك من غبى على لسان ترامب الذكى، لقد فشل ترامب فى ولايته الأولى فى جبل إثيوبيا على التوقيع على اتفاقية إدارة وتشغيل السد بين القاهرة وأديس أبابا والخرطوم، وتخارج رئاسيا، والسد يعلو ويعلو فى غطرسة إثيوبية اتكأ على الدعم الأمريكى غير المشروط ولا المحدود.
لو فعلها ترامب وأرغم الحكومة الإثيوبية المراوغة المتغطرسة على التوقيع على اتفاقية السد التى أعدتها وزارة الخزانة الأمريكية التى جلبت التمويل للسد، وترامب يعلم خبايا مؤامرة بناء السد وتمويله الأمريكى الغبى، وعدالة الموقف المصرى، وقتئذ فلتذهب نوبل لترامب والقلب داعيله!.
قلبى دليلى، ترامب سيتحصل على نوبل رغم أنف البشرية جمعاء، بالسوابق جد هذه جائزة ملوثة سياسيا، تليق بمن يطلبها، وعلى مانحيها تغيير منطوق استحقاقها من أجل عيون ترامب.
هكذا مقترح لفوز ترامب، وتُمنح الجائزة لمن بَذل جهدا فى سبيل ترويع العالم، وتهديده الضعفاء بالجحيم، أو ساهم فى تهجير المستضعفين، وحاصر الشواطئ بحاملات الطائرات، وأغمض العين عن قصف المدن واغتيال القادة والعلماء، يفوز بها من يقف بقدميه الغليظتين على هرم من جثث الضعفاء والمنكوبين!!.