في خطوة لافتة ومثيرة للجدل، أطلقت إدارة الرئيس، الأمريكي دونالد ترامب، تحذيرًا شديد اللهجة لـ36 دولة حول العالم – من بينها مصر – مطالبة باتخاذ إجراءات أمنية صارمة وفورية، وإلا فستُدرج على “القائمة السوداء” لحظر السفر إلى الولايات المتحدة!
جاء التحذير الذي عبر برقية دبلوماسية عاجلة نُشرت خلال عطلة نهاية الأسبوع، يدق ناقوس الخطر أمام هذه الدول، ويمنحها مهلة لا تتجاوز يوم الأربعاء لتقديم أدلة ملموسة على تحسينها إجراءات التحقق الأمني في جوازات السفر والتعاون في استعادة رعاياها المقيمين بشكل غير قانوني داخل الولايات المتحدة.
ووفقًا لما نقلته وكالة “أسوشيتد برس”، فإن الرسالة الأمريكية كانت حازمة وواضحة: الالتزام أو الحظر! إذ أمهلت هذه الدول 60 يومًا كحد أقصى لتصحيح المسار، وإلا فستخضع لنفس القيود المفروضة على 12 دولة محظورة حاليًا من دخول أمريكا.
إفريقيا في دائرة الاستهداف.. ومصر ليست استثناء
ما يزيد المشهد إثارة، أن 25 من أصل 36 دولة مشمولة في التحذير تقع في القارة الإفريقية، وهو ما يعكس تركيز إدارة ترامب على إفريقيا كمصدر رئيسي للمخاوف الأمنية والهجرة غير الشرعية.
وتشمل القائمة دولًا مثل نيجيريا، السودان، الكاميرون، وزامبيا… إلى جانب مصر، التي تُعد من أبرز الحلفاء الإقليميين لواشنطن.
صمت رسمي… وتحركات خلف الكواليس
ورغم امتناع وزارة الخارجية الأمريكية عن الكشف عن مضمون البرقية بالتفصيل، إلا أن المتحدثة تامي بروس أكدت بوضوح أن المطلوب هو: تدقيق أكثر صرامة في وثائق السفر، والتعاون الكامل في إعادة المرحّلين، وضمان أن المسافرين لا يشكلون خطرًا أمنيًا.
وقالت بروس في تصريح صريح: “نحن نمنحهم وقتًا للتعديل، لكن من لا يصل إلى مستوى الثقة المطلوب… عليه أن يغيّر نظامه الأمني بالكامل. لا مجال للمجاملات بعد الآن.”
هذه هي الدول التي تلقت التحذير الأمريكي
إفريقيا:
أنجولا، بنين، بوركينا فاسو، الكاميرون، الرأس الأخضر، الكونغو الديمقراطية، جيبوتي، إثيوبيا، الغابون، غامبيا، غانا، ساحل العاج، ليبيريا، ملاوي، موريتانيا، النيجر، نيجيريا، السنغال، ساو تومي وبرينسيبي، جنوب السودان، تنزانيا، أوغندا، زامبيا، زيمبابوي، ومصر.
آسيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية والكاريبي:
بوتان، كمبوديا، قيرغيزستان، سوريا، تونغا، توفالو، فانواتو، أنتيغوا وبربودا، دومينيكا، سانت كيتس ونيفيس، سانت لوسيا.
الرسالة السياسية: لا تساهل بعد الآن!
هذه التحركات تمثل امتدادًا لرؤية ترامب المتشددة تجاه الهجرة، والتي تسعى إلى إعادة رسم سياسة الدخول إلى الولايات المتحدة وفق معايير “صارمة جدًا”، ترتكز على الأمن، والتعاون الاستخباراتي، ومكافحة الهجرة غير الشرعية.
أما الدول التي تتجاهل هذا التحذير، فقد تجد نفسها قريبًا أمام إجراءات مشددة تشمل: وقف منح التأشيرات، حظر السفر، وربما حتى تصعيد دبلوماسي قد يُلقي بظلاله على العلاقات السياسية والاقتصادية.
