القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

«عض الأصابع» بين نتنياهو وخامنئى!بقلم حمدي رزق

بقلم حمدي رزق

فى طهران مقولة تتردد: نحن لم نبدأ الحرب، لكننا من سنحدد نهاية هذا العدوان.

«عض الأصابع» بين نتنياهو وخامنئى!بقلم  حمدي رزق

إذا سألت بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، متى تنتهى الحرب مع إيران، لن يدرى جوابا، وإذا طرحت نفس السؤال على على الخامنئى، المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، لن يعطيك جوابًا، وإذا سألت فى البيت الأبيض تخمينًا الرد أسابيع لا أيام على أحسن الفروض السياسية، دعك من مقولات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بضرورة إنهاء الحرب، فحسب للاستهلاك العالمى.

فى لعبة عض الأصابع، خصمان يضع كل منهما أصبعه بفم الآخر، وكلاهما يعض ما استطاع، حتى يتخارج أحدهما من قسوة الألم.. يسلم مهزومًا.

عض الأصابع، لعبة من زمن مضى، كانت حدة وقوة الأسنان سلاحًا، وتتطلب طول النفس، والقدرة على الاحتمال، عادة ما يتم كسر الخصوم معنويًا بإخفاء الألم!.

عجيب أمرهم، الألم إذا يظهر مغر بالعض المفرط، يتحول العضاض إلى وحش كاسر تثير شهيته مذاق الدماء تسيل على شدقيه، مهم الاحتفاظ بالهدوء رغم ضراوة العض وقسوة الألم، مع الاحتفاظ بحق العض، حق الرد، ومن يتحمل العض أطول يكسب خصمه أسرع، ويحبطه، ويكسره نفسيًا.

ما بين إسرائيل وإيران نموذج ومثال للعبة عض الأصابع، كلاهما يتحمل العض ليكسر إرادة خصمه، من يصرخ أولا يستسلم لمشيئة عدوه أخيرًا.

وكلاهما يضع أصبعه فى فم الآخر.. ويعض، من يصرخ أولا يصير مهزومًا.. وهما لا يصرخان، بل يطحنان الأصابع تحت الضروس.

فى سياق اللعبة الدموية، بغطرسة لا تفارقه، يتحدث بنيامين نتنياهو: لقد مهدنا الطريق إلى طهران، سنضرب كل موقع وكل هدف لنظام آية الله، وما شعروا به حتى الآن لا يُقارن بما سيشعرون به فى الأيام القادمة. الأحمق فى هذه

الحلبة الدموية من يعض أصابعه دون أن يدرى أيها يعض، نتنياهو وهو يعض أصابع خامنئى بوحشية، يعض أصابعه بغباء، وأصابعه فعليًا تحت ضرس خامنئى، وسماواته مفتوحة أمام الصواريخ الإيرانية البالستية، كيف تعض وأصبعك فى فم عدوك؟!.

بالسوابق، القصف المفرط لم يقطع أصابع إيران الطويلة، المسيرات الإيرانية تطول العمق الإسرائيلى العض (القصف) لا يوفر (ردعًا)، إيران استوعبت الضربة الأولى، تمرست على تحمل العض، لا تصرخ، فقدت الإحساس بالألم من قسوة العض، وتبادل إسرائيل

القصف بقصف وفى العمق، فى تل أبيب الكبرى، وهذا مالا يحتمله المجتمع الإسرائيلى طويلًا. للعض حدود، وتركيع إيران ليس بالعض أو بالقصف كما يحلم نتنياهو، لكن بإيقاف العض (الحرب) عاجلًا، ليس فى مكنة إسرائيل تحمل مزيد من الخسائر، سيما البشرية.

إيران هى الأخرى رغم تساقط بعض أسنانها لا تزال تحتفظ ببعض ضروسها، لن تسلم لإسرائيل طواعية، ولن يفقد نظام الملالى شرعيته التى قامت واستدامت على نبوءة المرشد بـ فناء إسرائيل، وورقتها النووية، لن تلقيها هكذا على طاولة المفاوضات مع الأمريكان مكافأة لعدو عضاض.

إذا سلم خامنئى بمشيئة نتنياهو فقد شرعيته الثورية، ولن يسلم بالمكتوب فى الورقة الأمريكية، ولن يرفع المنديل الأبيض، ولن يتسول من الوسطاء تاليًا عفوًا عن قيادييه حذر الاغتيال أو الترحيل.

دون مكابرة، استمرارية لعبة عض الأصابع تكلف مزيدًا من دماء الأبرياء، إيران فى مراحل اللعبة الأخيرة، فقدت منعتها وقوتها وداعميها، ظهرها مكشوف للاستخبارات الإسرائيلية، جبهة الإسناد تضعضعت، أصبعها فعليا تحت ضرس نتنياهو، تحت القصف المفرط، هل تتحمل إيران قسوة العض الإسرائيلى؟!.

الرد الإيرانى (العض بالأسنان أقصد بالصواريخ)، تعض عليها بالنواجذ، دونها كما يقولون خَرْطُ القَتاد، لسان حال خامنئى وأصبعه تحت ضرس نتنياهو، عليه أن يدفع الثمن أولًا، بالعض المضاد؟!.

حمدي رزق - المصرى اليوم
16 يونيو 2025 |