القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

نبوءة «خامنئي» بفناء إسرائيل؟! بقلم حمدي رزق

بقلم حمدي رزق

النبوءات هي رسائل أو توقعات بالغيب، سواء كانت إلهية أو مستمدة من تحليل أو رؤى. مصادر النبوءات تختلف، وقد تشمل الوحى الإلهى، والتفسيرات الدينية، أو حتى التكهنات والتحليلات، ومن أبرزها وأقدمها نبوءات نوستراداموس، مؤلف كتاب النبوءات.. وبعضها صدق فى جائحة كورونا!.

نبوءة «خامنئي» بفناء إسرائيل؟! بقلم حمدي رزق

ومثلما يلجأ الإسلاميون لنشر (أحاديث آخر الزمان) التى تعطى مؤشرًا على الإخبار بها، وكلها إسقاطات تخمينية، فالنبوءات تعطى مؤشرًا تلميحيًا يحتمل حدوث الشيء ونقيضه.

من المهم التفريق بين ظاهرة النبوءات بالأزمات، وتوقعات علماء المستقبليات، فلهؤلاء مؤشرات مكانية وزمانية تخولهم التنبوء بمسار الأحداث القريبة، واللافت أنها (قبلية)، أى تُعلن قبيل وقوع الحدث، فى حين أن النبوءات الشعبية تأتى (قبلية) من العرافين، و(بعدية) من المعنيين بأحاديث نهاية العالم وأحداث آخر الزمان.

على وقع زخات الصواريخ الإيرانية التى تضرب عمق الدولة العبرية، تذكر ألوف بن رئيس تحرير صحيفة هآرتس نبوءة المرشد الإيرانى على خامنئى بزوال دولة إسرائيل بحلول عام 2040 م!!

طرح ألوف بن السؤال معكوسًا، هل تعيش إسرائيل حتى هذا التاريخ؟!

ألوف بن يجيب على السؤال بسؤال، هل من الممكن أن يكون المرشد الإيرانى على حق فى توقعه بزوال إسرائيل من الوجود بحلول عام 2040.. وما العملية التى يمكن أن تؤدى إلى هذا؟

الكاتب الإسرائيلى يخشى النبوءة، ويتحسب منها، ويحذر نتنياهو، يجب إنهاء الحرب قبل أن تلتهم (غزة) إسرائيل فلا تعود أبدا!!

مثلى وكثيرون يعتقدون فى حكمة شائعة تقول دولة الظلم ساعة ودولة الحق إلى قيام الساعة، حكمة تدل على أن حكم الظلم والباطل لا يدوم طويلًا، بينما حكم العدل والحق مستمر إلى آخر الزمان. هل تصدق النبوءات والحِكَم فى تقرير نهاية دولة إسرائيل، هل تصدق (نبوءة خامئنى)، هل تنتهى الدولة العبرية فى مستنقع الدم فى غزة كما انتهى الاتحاد السوفيتى فى مستنقع أفغانستان؟.

ألوف بن لا يخشى على إسرائيل من صواريخ إيران العابرة من الشمال ومثلها صواريخ الحوثيين العابرة من الجنوب، خبرها الإسرائيليون، عادة ما يختبئون منها فى الملاجئ، ما يقلل الخسائر البشرية عند حدودها الدنيا المحتملة.

يخشى الكاتب وكثير من المحللين السياسيين والعسكريين فى الدولة العبرية، من عوامل التفكك الداخلى التى تضرب فى أساسات الدولة الإسرائيلية، ما يسميه ألوف تحلل الدولة فيما ينشغل النظام السياسى (حكومة نتنياهو) فى تعميق

الانقسام الداخلى بدلا من إعادة بناء إسرائيل من تحت أنقاض الاضطرابات القضائية والحروب التى لا تنتهى. ويعتقد الكاتب أنه لا يزال أمام إسرائيل فرصة واحدة من شأنها أن توقف تفككها الداخلى وتدحض نبوءة خامنئى بالفناء، وهى

أنه ينبغى لمن يتنافسون على (عرش نتنياهو) أن يصوغوا رؤية لـاليوم التالى. والبند الثانى والثالث وإلى آخر البنود (وتلك من عندياتنا) استدامة الدعم والفيتو الأمريكى الذى يطيل عمر هذه الدولة المارقة الخارقة لكل المواثيق الدولية.

نبوءة خامئنى تلمس وترا حساسًا فى قلب إسرائيل، وتقلق الكثيرين، ورغم أن موازين القوة تقول بالعكس تمامًا، ولكن موازين القوة لا تحجب النبوءات، ومثلها نبوءة المؤرخ المنشق السوفيتى أندريه أمالريك عام 1970 م، فى كتابه المثير

بعنوان هل سيبقى الاتحاد السوفيتى على قيد الحياة حتى عام 1984، والذى تنبأ بدقة بانهيار الإمبراطورية الحمراء، وإن كان لم يعش ليرى نبوءته تتحقق، إذ بعد أن أُودع السجن ونُفى من بلاده، ولاحقًا لقى مصرعه فى حادث سيارة فى إسبانيا.

وفى كتابه تكهن المؤلف السوفيتى الشاب بحرب طويلة ومرهقة، يخوضها قادة ضعاف متهالكون، تستنزف موارد الحكومة وشرعيتها.. وهذا ما يخشاه الكاتب ألوف بن رئيس تحرير صحيفة هآرتس على إسرائيل، لذا أعاد التذكير بنبوءة خامنئى التى كان طواها النسيان وأيقظتها زخات الصواريخ الإيرانية.

حمدي رزق - المصرى اليوم
15 يونيو 2025 |