في مشهد إنساني نادر، امتزجت فيه مشاعر الحزن بالفخر، والدموع بالامتنان، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو مؤثر يظهر فيه رجل الأعمال المصري البارز، المهندس نجيب ساويرس، وهو يتواصل مباشرة نجل الشهيد البطل خالد عبد العال ،وهو الشهيد الذي بذل روحه الطاهرة فداءً للوطن، وترك خلفه قصة بطولة نقشت في ذاكرة مصر، وخلدت اسمه في صفحات العزة والكرامة.
بدأ ساويرس حديثه بصوت مفعم بالتأثر والاحترام، قائلاً بكلمات خرجت من القلب لتصل إلى القلب:
كلنا فخورين بوالدك والدك كان بطل حقيقي، ومصر كلها حزنت عليه من قلبها، ورفعت له الدعاء، وترحّمت عليه بكل حب وتقدير.
ثم تابع بصراحة شديدة تنم عن تواضعه الإنساني:
بصراحة، أنا كنت متردد أطلب التواصل معاك على السوشيال ميديا كنت خايف الناس تسيء الظن وتقول إني بعمل شو أو محاولة للشهرة. بس الحقيقة، اللي جوايا كان أقوى من أي حسابات تانية. أنا فعلاً تأثرت جدًا بقصة والدك، وحسيت إن أقل واجب أقدمه هو إني أكون جنبك وأدعمك.
ومضى ساويرس يتحدث بلغة نابعة من ثقافته الدينية والإنسانية، قائلاً:
عارف يا أحمد، في ديانتنا المسيحية بنطلق على الإنسان اللي بيضحي بحياته من أجل الآخرين لقب قديس لأن القديس هو اللي بيشوف الناس قبل نفسه، وبيحط حياتهم فوق حياته، وده بالضبط اللي عمله والدك. حتى شكله وملامحه كان فيها طيبة وشهامة وبطولة، ملامح إنسان نقي، راجل بحق، وصعب تلاقي زيه في الزمن ده.
كلمات نجيب ساويرس لم تكن مجاملة عابرة، بل كانت رسالة صادقة من قلب رجل يتحدث باسم كل المصريين الذين لم ولن ينسوا تضحيات أبطالهم. وتابع حديثه بكلمات دعم حقيقية نابعة من الرغبة في إسناد أسرة البطل:
أنا بقولها من قلبي اعتبرني أخوك. ولو في يوم احتجت أي حاجة مادية، معنوية، وظيفة، دعم أنا موجود. ده شرف ليا شخصيًا. ولو حبيت تشتغل معانا في أي مجال، فأنت تضيفلنا، مش إحنا اللي نضيفلك. صدقني يا أحمد، أنا عايزك تعتبرني من عيلتك رقمي معاك، وكلمني في أي وقت، واعتبر مكتبي مفتوح ليك دائمًا.
وجاء رد أحمد، نجل الشهيد، ليعكس حجم التأثر والامتنان، وقال بصوت يرتجف بالعاطفة والدهشة:
أنا فعلاً مش لاقي كلام يوفيك حقك المكالمة دي غالية على قلبي جدًا. وشكراً ،و دي طاقة أمل واحتواء ودعم نفسي حقيقي. ربنا يخليك ويبارك فيك، ودعمك معنوياً فرق معانا كعيلة أكتر من أي حاجة تانية.
جدير بالذكر استشهد خالد عبد العال، المعروف بـشهيد الشهامة، أثناء قيادته شاحنة وقود اشتعلت بها النيران داخل محطة تموين بمدينة العاشر من رمضان.
بشجاعة نادرة، قاد الشاحنة المشتعلة بعيدًا عن المحطة لإنقاذ أرواح المواطنين ومنع كارثة محققة.
ضحى بحياته لإنقاذ الآخرين، فخلّده المصريون ببطولته وشهامته.
