ومصر فى مفرق وجودى، وحلقة نار موقدة تطوق خاصرة الوطن، وتحديات دولية وإقليمية جسام، وقضايا مصيرية، واستهداف ممنهج من منصات شريرة، وخلايا نائمة تستيقظ متلمظة لقطعة من لحم الوطن، وتقارير غربية مضروبة فى خلاطات استخباراتية معادية تستهدف فتن الجبهة الداخلية المتحلقة حول القيادة فى مفترق طرق.

وجند مجندة على الحدود، وقيادة تقود فى طريق صعيب، وأجهزة تصل الليل بالنهار حفاظًا على سلام الوطن وأمن المواطن، والزمبليطة فى الصالون، والعركة منصوبة حول توبة الفنان اللطيف الخفيف أحمد سعد!.
وكأنها أمّ المعارك الكونية، يتوب، يحج، يصلى، بينه وبين ربه، ينقش وشم قلب، يلصق تاتو دبدوب، هو حر حتى لو لِبِس حلق فى ودانه، أنت حر ما لم تضر.
لماذا إذن الاحتراب على سفاسف الأمور، نصيحة لوجه الله، خليك فى حالك الله يصلح حالك، المشرحة مش ناقصة محتسبين جدد، فيها اللى مكفيها.
مَن ذا الذى يستحضر العفاريت التى تعفرت الفضاء المجتمعى، مَن يشغلنا عن مستقبلنا، ويحرفنا عن جادة الطريق، ومصر تخوض غمار أزمتها الوجودية، تخيل الشغل الشاغل للمنصات الإلكترونية من يومين توبة أحمد سعد بالذمة هل هذه قضية تستنفد الوقود الحيوى لهذا الوطن؟!
مثل هذه الهوامش، التوافه، تصرفنا عن المتون الوطنية، هل هذه قضايا ننفق فيها كل هذا الوقت والجهد وتصل فى الأخير إلى المحاكم الاقتصادية، وتشغل ليلنا ونهارنا حتى عن الانتخابات البرلمانية، التى تشكل خارطة طريق للمستقبل؟!.
بلغ بنا الحال أن ننتحر اختلافًا على توبة أحمد سعد (فى الحرم)، وحفل أحمد سعد (فى الساحل)، وجنود مصر الأبطال واقفين زنهار يحرسون الحدود المقدسة فى أجواء حرب، وفى درجة حرارة يذوب من صهدها (عين القطر/ النحاس)، ومثلهم شباب زى الورد يصلون الليل بالنهار لإنجاز المشروعات الكبرى، وفى المصانع والمزارع، وفوق قمم الجبال، وأطباء فى غرف العمليات، وعلماء فى المختبرات!!.
ومنين نجيب ناس لمعناة الكلام يتلوه، ما هذا السخام الذى نتترى فيه، معارك عبثية، وترندات وهمية، ولت وعجن، وكلام ماسخ، أجندة الوطن مش ع البال خالص، الناس فى حتة تانية بعيدة، الترند جنِّن البلد، الناس تنام وتصحى على أخبار الفيس المفسفسة، وفيديوهات يوتيوب المفستكة.
فى مثل هذه الأجواء المشحونة سياسيًا وعلى مستويات دولية، والقيادة تخوض واحدة من أخطر معارك الوطن يصرفون الانتباه إلى تفاهات، وينظرون، باعتبارهم مفكرين، عندهم فكر، ويحتربون، ويتفرقون شيعًا وأحزابًا.
مجددًا، هل هذه قضية تستنفد الوقود الحيوى لهذا الوطن، هل هذه معركة تستل فيها النصال، وترفع السيوف، وتتناطح الرؤوس، ما هذا السخام الذى نتترى فيه، تحس البلد راكبها عفريت خبيث، كل يوم ينفث افتكاسة من منخاره الفظيع، الترند جنن البلد، منه لله اللى اخترع الفيس وأخواته، الناس تنام وتصحى على أخبار الفيس، وفيديوهات يوتيوب، ولا شغلة ولا مشغلة، مقضينها فيديوهات قصيرة (ريلز).
ترتيب الأولويات الوطنية مستوجب، والصغائر لا تلهينا عن المعارك الكبيرة، لا نملك رفاهية الاحتراب على حجة سعد وتوبته، وليس من أولويات المرحلة تاتو أحمد سعد وحلقه فى ودنه، التوبة محلها القلب، هلا شققتَ عن قلبه؟!.