القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

نصيب «المسيحي» في أضحية المسلم! بقلم حمدي رزق

بقلم حمدي رزق

على صدر موقع صحيفتنا الغراء المصرى اليوم منشور يوم الجمعة 30 مايو 2025، سؤال مكرر مكرور مكروه: هل يجوز إعطاء غير المسلمين من لحوم الأضاحى؟.

نصيب «المسيحي» في أضحية المسلم! بقلم حمدي رزق

لا تعنينى الإجابة، ولن أقف عليها، كونها هدية أو صدقة أو ما شابه، إن الفتاوى تشابهت علينا..

ما أزعجنى الإصرار العجيب على توجيه مثل هذه النوعية البغيضة من الأسئلة التى تحمل فى طياتها نبرة فوقية لا محل لها من الإعراب المجتمعى!.

غالب الأسئلة الموسمية فى رمضان والأعياد الدينية تذهب إلى تصوير المسلم صاحب اليد العليا، يهب ويتصدق ويهدى، عن سعة والمسيحى (عادة) ذو حاجة، متلقى الهبات والنفحات والصدقات فى الأعياد، أقرب لطالب القرب!.

السؤال الكريه تشخيص لحالة مجتمعية مرضية، وكأن المسيحى لكونه مسيحيا ينتظر تحية الصباح من جاره المسلم على أحر من الجمر، والمسلم ينتظر بدوره فتوى متلفزة من شيخه فى التلفاز، وولد المسلم ينتظر الإذن من والده ليلعب مع زميله المسيحى فى الفسحة، والوالد المسلم ينتظر الإذن من إمامه فى المسجد القريب!.

وفى عيد الميلاد المجيد، المسيحى وأسرته لا تكتمل فرحتهم بالعيد لحين يتحنن عليهم سابع جارٍ مسلم ويعيد عليهم، وطبعا الجار المسلم ولو كان جارا بالجنب ينتظر شيخ الجامع القريب يفتى له بجواز تهنئة أهل الكتاب، وربما يلجأ لشيخ من مشايخ يوتيوب يفتى بجواز المعايدة شريطة عدم تناول الطعام، رغم أنه حل لهم!.

وهكذا دواليك، هل يجوز التصدق على المسيحى الفقير، هل يجوز السلام على المسيحى فى الحارة المزنوقة، هل تجوز العيدية للزوجة المسيحية من الزوج المسلم، هل يعيد عليها فى عيد الغطاس، هل يصحبها إلى الكنيسة لتصلى يوم الجمعة قبل أن يتجه زوجها المسلم لصلاة الجمعة فى المسجد المقابل!.

ومن هذا كتير، كتر الهم على القلب تعنى زدت الهم على القلب، التعبير يصف حالة من الشعور بالضيق والغموم التى تتراكم مجتمعيا وتثقل كاهل إخوتنا.

فى الحالة المجتمعية المصرية وربما العربية، المسيحى وكأنه مفعول به دوما، قطب سالب ينتظر العطف والحنية والكلمة الطيبة، والصدقة والهدية من الأضحية، وكأن المسيحى ربنا خلقه علشان المسلمين يجمعوا عليه حسنات، أفضل وسيلة لجمع الحسنات بعد الصلوات والزكوات والحج لمن استطاع إليه سبيلا، المسيحيون عليك بهم.

يا بختك، لو صاحبك مسيحى، هتدخل الجنة، عاوز تدخل الجنة صاحب مسيحيا أو جاور مسيحيا، فى كل خطوة حسنة، صبحت عليه لك حسنة، مسيت عليه لك حسنة، عيدت عليه لك حسنة، لعبتم عشرة طاولة على القهوة من قبيل لك حسنة، والحسنة بعشرة أمثالها ويضاعف.

تخيل هكذا دأب مشايخنا الأفاضل على اعتبار المسيحيين محلا للهدايا والصدقات، ومع قدوم الأعياد تقام مزادات الحسنات، هل يجوز إهداء كحك بسكر لجارنا المسيحى، ويرد مولانا لا ضير مطلقا، ربما الأفضل كحك بدون سكر!!.

وهل يجوز إخراج جعل من زكاة المال لمسيحى فقير، ويرد مولانا، جائز بإجماع الشارع، فحسب زكاة المال، أما زكاة الفطر للصائمين والمسيحيين لا يصومون رمضان، وهل يجوز المشى خلف مسيحى على الرصيف، ويرد مولانا إذا تيقنت من مشيته شمالا اتجه يمينا، نحن من أهل اليمين، وهكذا..

لا تمش فى جنازة مسيحى قف احتراما فحسب، ولو مشيت.. الله أعلم.. وفى الأخير وعلى سبيل الترند، يا مولانا ممكن اتجوز مسيحية بروتستانتية، ويرد مولانا يجوز ولو أرثوذكسية، ونصيحة أخوية.. واظفر بذات الدين تربت يداك.

حمدي رزق - المصرى اليوم
05 يونيو 2025 |