القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

«تنذر بخطر أكبر».. صاحبة دراسة «الظواهر الطبيعية المتطرفة» تتحدث عن عاصفة الإسكندرية

أثارت عاصفة الإسكندرية، فجر السبت، العديد من التساؤلات حول ارتباطها بالعديد من الدراسات العلمية التي أشارت إلى التغيرات المناخية المتطرفة الحادثة للمحافظة الساحلية والتي قد تكون إحدى نتائجها ظواهر طبيعية متطرفة منها العاصفة وصولا إلى احتمالية الغرق نهاية القرن الحالي.

«تنذر بخطر أكبر».. صاحبة دراسة «الظواهر الطبيعية المتطرفة» تتحدث عن عاصفة الإسكندرية

وبحسب بحث منشور في المجلة العلمية الدولية «الطقس والمناخ المتطرف Weather and Climate Extreme»، التابعة لدار النشر العلمي الدولية ScienceDirect فإن عاصفة الإسكندرية تنذر بخطر أكبر واحتمالية تكرارها ليست بعيدة.

وقالت مؤلفة البحث الرئيسية، الدكتورة أميرة ناصر، الباحثة في الهيئة العامة للأرصاد الجوية وصاحبة الدراسة العلمية حول توقعات التغير المناخي وتكرار الظواهر الجوية المتطرفة، إن الظاهرة الجوية التي ضربت المدينة فجر السبت الماضي تمثل أحد أبرز الأدلة على تسارع التغير المناخي، مؤكدة أن ما نشهده اليوم كان من المتوقع أن يحدث بعد عقود، لكنه بدأ بالفعل.

وأوضحت في تصريحات خاصة لـ «المصري اليوم»، أن ما وقع ليس إعصارًا بالمعنى المعروف، بل نتيجة لتكّون خلية من السحب الركامية الرعدية، نتج عنها ما يُعرف علميًا بـ«الهواء الهابط» أو «Downburst»، وهو اندفاع مفاجئ وقوي للهواء البارد من السحب نحو سطح

الأرض، ما أدى إلى رياح شديدة وسقوط البرد والمطر بشكل غير مسبوق في هذا الوقت من العام، وخلق مشهدًا قريبًا من الإعصارات التي تشهدها بعض مناطق أمريكا الشمالية، وهو أيضا ما يفسر ما تمت مشاهدته في سماء الإسكندرية من خطوط عنكبوتية متشابكة للبرق.

وأكدت الباحثة أن هذه الحوادث الجوية المتطرفة لم تعد نادرة كما في السابق، بل أصبحت تحدث بوتيرة متسارعة، مشيرة إلى أن توقعات العلماء، حتى الأكثر تشاؤمًا، كانت تشير إلى أن تغيرات بهذا الحجم ستحدث بتواتر اكبر واعنف بحلول عام 2100، لكنها باتت أقرب إلى عام 2050، وربما 2030، وهو ما يحذر منه المجتمع العلمي منذ سنوات.

وبسؤالها عن احتمالية تكرار الظاهرة في مناطق أخرى، قالت ناصر إن المناطق الساحلية، وعلى رأسها الإسكندرية، تظل في دائرة الخطر، رغم أن دخول فصل الصيف يُخفف عادة من هذه التهديدات. لكنها حذرت من أن الأعوام المقبلة ستشهد تكرارًا متزايدًا لهذه الظواهر، بما في ذلك الموجات الحارة الشديدة التي تُعد أيضًا من تجليات التغير المناخي.

وتطرقت الباحثة إلى الأنشطة العمرانية الممتدة على شاطئ البحر في الإسكندرية، مؤكدة أن المشكلة تكمن في البناء داخل مناطق شديدة الخطورة بيئيًا، حيث تتعرض اليابسة لتآكل مستمر وارتفاع منسوب البحر، ما يهدد

الكافيهات والمباني المقامة هناك. وشددت على ضرورة دراسة وتنفيذ تدابير التكيف مع التغير المناخي مثل إنشاء مصدات بحرية ويابسة صناعية لامتصاص تأثير الكوارث المحتملة، بدلًا من تعريض الأراضي الحقيقية للخطر المباشر.

وفي ختام حديثها، أشارت ناصر إلى مشاركتها في أبحاث علمية توقعت تضاعف عدد وشدة الظواهر الجوية المتطرفة بحلول منتصف القرن. وقالت إن ما شهده صيف الإسكندرية قد لا يكون الأخير، إذ تساهم موجات التسخين الشديد في تغذية هذه الظواهر بالطاقة، ما يجعل التنبؤ بها أكثر صعوبة ويزيد من الحاجة إلى خطط استباقية واضحة.

المصرى اليوم
04 يونيو 2025 |