القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

نزهة تحولت لـ كابوس.. القصة الكاملة لـ «الطفل فيصل» الغارق بـ نهر هالديزِن التركي (فيديو)

أعلنت السفارة السعودية في تركيا في بيان، السبت، أنه تم العثور على جثة الطفل السعودي فيصل في مدينة طرابزون التركية بعد أيام من اختفائه وبعدما جرفته السيول إلى داخل نهر هالديزِن.

نزهة تحولت لـ كابوس.. القصة الكاملة لـ «الطفل فيصل» الغارق بـ نهر هالديزِن التركي (فيديو)

طفلٌ سعودي يُدعى فيصل رمزي الشيخ، يبلغ من العمر تسع سنوات، كان يحلم بلحظات من المرح والاكتشاف خلال عطلة عائلية لكن القدر، كما يفعل أحيانًا، كتب نهاية لم يتوقعها أحد.

تحت سماءٍ غائمة، وفي لحظةٍ عابرة، اختطفت مياه نهر هالديزن المتدفقة براءة طفل، لتبدأ رحلة بحثٍ محمومة استمرت ستة أيام، وانتهت بمشهدٍ قلب فيه الحزن كل قلب.

نزهةٌ تحولت إلى كابوس

في صباح يوم الأحد، 25 مايو 2025، استيقظت عائلة فيصل في مدينة طرابزون التركية، حيث الطبيعة تجمع بين الخضرة والمياه في لوحةٍ ساحرة.

كانت العائلة السعودية، المكونة من فيصل ووالديه، قد اختارت قضاء عطلةٍ في منطقة أوزنجول الشهيرة، الوجهة السياحية التي تُعد قبلةً لعشاق الطبيعة كان فيصل، الطفل النشيط ذو العينين البراقتين، يترقب استكشاف النهر القريب من المكان.

بابتسامةٍ مليئة بالفضول، سار إلى جانب والده على ضفاف نهر هالديزن، النهر الذي كان يبدو هادئًا في ظاهره، لكنه يخفي تياراتٍ قوية تحت سطحه.

فجأة، هطلت الأمطار بغزارةٍ غير متوقعة، ارتفع منسوب المياه في النهر بشكلٍ دراماتيكي، وتحولت الضفاف الهادئة إلى مسرحٍ لتياراتٍ جارفة.

في لحظةٍ خاطفة، وبينما كان فيصل يحاول الاقتراب من الماء، ربما ليشرب أو يلمس برودته، انزلق قدمه على الصخور الزلقة، صرخة والده لم تكتمل، إذ اختطف التيار الجارف الطفل بسرعةٍ مذهلة، ليبتلعه النهر دون أن يترك أثرًا فوريًا.

شهود العيان، الذين كانوا قريبين من المشهد، وقفوا مذهولين وهم يرون المياه تغمر الطفل الصغير، تاركةً والده في حالة ذهولٍ وصراخٍ يمزق الفضاء.

رحلة البحث.. أملٌ يصارع الزمن

ما إن انتشر خبر اختفاء فيصل حتى هرعت السلطات التركية إلى موقع الحادث. فرق الإنقاذ، مدعومة بوحدات الغواصين وطائراتٍ بدون طيار، بدأت عملية بحثٍ مكثفة. نهر هالديزن، بتضاريسه الوعرة وتدفقه القوي، كان تحديًا حتى لأكثر الفرق خبرةً.

الأمطار المستمرة زادت من تعقيد المهمة، إذ كانت الرؤية ضعيفة، والتيارات تجعل الغوص مخاطرةً حقيقية.

لكن السلطات التركية، بدعمٍ من السفارة السعودية في أنقرة، لم تدخر جهدًا، أُرسل فريقٌ ميداني من السفارة إلى طرابزون لمتابعة العمليات عن كثب، بينما كانت العائلة تعيش في حالةٍ من القلق الممزوج بالأمل.

في اليوم الأول، كانت الآمال مرتفعة، الجميع كان يتمنى أن يكون فيصل قد تمكن من التشبث بصخرةٍ أو غصنٍ ما.

فرق الإنقاذ مشطت ضفاف النهر لمسافاتٍ طويلة، مستخدمةً أحدث التقنيات، بما في ذلك الطائرات المسيرة التي رصدت كل زاويةٍ من النهر، لكن اليوم الأول انتهى دون أثر.

في اليوم الثاني، بدأت الأصوات المتفائلة تخفت، لكن الجهود تضاعفت، والي طرابزون أعلن أن الحادثة تُعد قضية إنسانية، وأن كل الموارد ستُوجه للعثور على الطفل.

السفارة السعودية، من جانبها، أكدت أنها تقدم الدعم الكامل للعائلة، التي كانت تتأرجح بين الدعاء والدموع.

الأيام الطويلة.. صراع الأمل

مع مرور الأيام، بدأ اليأس يتسرب إلى قلوب البعض، لكن فرق البحث لم تستسلم، في اليوم الثالث والرابع، تم توسيع نطاق البحث ليشمل مناطق أبعد في مجرى النهر.

الغواصون تحدوا التيارات القوية، بينما كانت العائلة تنتظر أي خبرٍ يعيد إليها الأمل، وسائل الإعلام، سواء في تركيا أو السعودية، تابعت القصة عن كثب، وأصبحت مأساة فيصل حديث الشارع.

مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى رأسها منصة إكس، شهدت تفاعلًا واسعًا، حيث دعا النشطاء للطفل بالسلامة، وشاركوا في نشر صوره، آملين أن يساهم ذلك في العثور عليه.

في اليوم الخامس، بدأت التقارير تشير إلى صعوبة العثور على فيصل حيًا، نظرًا لقوة التيارات وبرودة المياه، لكن السلطات رفضت الاستسلام، واستمرت في البحث بنفس الحماس.

كانت العائلة تعيش في حالةٍ من الترقب المؤلم، حيث كل رنة هاتفٍ أو خبرٍ جديد كان يحمل معه أملًا أو خوفًا.

النهاية المؤلمة.. جثةٌ تحت الماء

في صباح اليوم السادس، 31 مايو 2025، جاء الخبر المؤلم الذي كسر قلوب الجميع.

أعلنت محافظة طرابزون، عبر بيانٍ رسمي، العثور على جثة الطفل فيصل على عمق 2.2 متر تحت سطح مياه نهر هالديزن وتحديدا في في قرية أوزنجول بوقع يبعد 2 كيلومتر عن المكان الذي سقط به في النهر.

كانت الجثة قد جُرفت لمسافةٍ بعيدة، وأظهرت آثار الاصطدام بالصخور، مما يشير إلى قوة التيار الذي ابتلع الطفل الذي عُثر على جثمانه وتوجد ضربات وكدمات على جسده، نتيجة اصطدامه ببعض الصخور في النهر.

وقد تم نقل الجثمان إلى مركز العدل الطبي في طرابزون وبعدها سيتم انهاء كافة الإجراءات القانونية.

فرق الإنقاذ، التي عملت ليل نهار، وجدت أخيرًا ما كانت تبحث عنه، لكن ليس بالصورة التي كان الجميع يأملها.

على منصة إكس، انتشرت الأخبار بسرعة، كتب أحد المستخدمين: إنا لله وإنا إليه راجعون، الله يصبر أهله ويجعله شفيعًا لهم، فيما عبر آخرون عن حزنهم العميق لهذه النهاية المأساوية.

السفارة السعودية تعلن تعازيها الحارة

السفارة السعودية أصدرت بيانًا عبرت فيه عن تعازيها الحارة للعائلة، مؤكدةً أنها ستواصل تقديم الدعم لهم في هذا الموقف الأليم.

وقالت السفارة السعودية: إشارة لبيان السفارة حول حادثة سقوط طفل سعودي في نهر (هالديزان) في بلدة أوزونغول بالجمهورية التركية، تفيد السفارة أن السلطات المحلية التركية تمكنت بعد عمليات بحث مكثفة خلال الأيام الماضية من الوصول إلى جثمان الطفل رحمله الله وانتشاله، وستتولى السفارة بالتنسيق مع أسرته والسلطات التركية المختصة إكمال الإجراءات المطلوبة.

وأضافت في بيانها: وتعرب السفارة عن بالغ تعازيها ومواساتها لأسرته في هذا المصاب الجلل، كما تتقدم السفارة بخالص الشكر للسلطات التركية على ما قاموا به من جهود كبيرة في البحث عن الفقيد وانتشال جثمانه.

قصة فيصل ليست مجرد حادثة عابرة، من نزهةٍ عائلية مليئة بالضحكات إلى مأساةٍ هزت القلوب.

المصرى اليوم
31 مايو 2025 |