القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

نناشد فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي: التدخل لحماية دير سانت كاترين – جوهرة سيناء الروحية والتاريخية

بقلم هاني صبري لبيب

نتوجه بنداء وطني مخلص إلى فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، مناشدين تدخله الكريم والعاجل لحل أزمة دير سانت كاترين بجبل سيناء، ذلك المعلم الفريد الذي لا يُقدّر بثمن، والذي يشكل أحد أعمق الرموز الدينية والروحية والتاريخية على مستوى العالم.

نناشد فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي: التدخل لحماية دير سانت كاترين – جوهرة سيناء الروحية والتاريخية

يُعدّ دير القديسة كاترين، الذي تأسس بين عامي 527 و565 ميلاديًا بأمر من الإمبراطور البيزنطي جستنيان الأول، أقدم دير مسيحي مأهول باستمرار حتى يومنا هذا. وقد اكتسب الدير مكانة مقدّسة فريدة، إذ يُعتقد أن في موقعه تجلّى الله للنبي موسى في العليقة المتقدة بالنار، وهي لحظة ذات دلالة روحية سامية لدى أتباع الديانات الإبراهيمية كافة، لاسيما المسيحية.

لقد صمد هذا الدير العريق عبر القرون، بفضل العناية الإلهية وحكمة القادة السياسيين الذين تعاقبوا على حكم مصر. ففي عام 641م، وبعد الغزو العربي، أُبرمت العهدة العمرية التي نصّت بوضوح على حماية رهبان الدير وعدم فرض الضرائب عليهم، ما كفل استمرار الحياة الرهبانية واحترام قدسية المكان.

وتواصل هذا النهج خلال الاحتلال العثماني منذ عام 1517، حيث احتفظ الدير بامتيازاته ومكانته، بل وامتدت يد الحماية إليه خلال الاحتلال الفرنسي، حين أمر الإمبراطور نابليون بونابرت عام 1798 بإعادة بناء الجدار الشمالي للدير بعد انهياره، إدراكًا منه لأهمية الموقع وقدسيته.

وفي العصر الحديث، وتحديدًا خلال القرن العشرين، شهد الدير اهتمامًا متزايدًا من الدولة المصرية، حيث تم تطوير البنية التحتية المحيطة به، ما سهّل وصول الحجاج والزوار، حتى أصبح يستقبل آلاف الزائرين يوميًا، من مختلف أنحاء العالم، يحدوهم الشغف الروحي لزيارة رفات القديسة كاترين وأماكن العبادة المقدسة.

إن دير سانت كاترين ليس مجرد معلم أثري، بل هو أيقونة للسلام والتسامح بين الأديان، ومقصد عالمي للتأمل والتقارب الروحي. ومن هنا، فإن أي تهديد يطال هذا الدير، سواء من حيث الحفاظ على طابعه الديني والروحي أو انتظام الحياة الرهبانية داخله، يُعدّ تهديدًا لتراث وطني وإنساني مشترك.

لذا، نلتمس من فخامتكم التدخل الكريم بما عهدناه منكم من حكمة وحرص على صون وحدة النسيج الوطني وحماية التراث المصري الأصيل، للحفاظ على الطابع الديني والتاريخي لهذا الدير العريق، وضمان استمرارية دوره الروحي والحضاري، بما يليق بمكانة مصر التاريخية كأرض الأنبياء ومهد الحضارات.

حفظ الله مصر ورئيسها، وأدام علينا نعمة السلام والتنوع والاحترام المتبادل.

هاني صبري لبيب - أقباط متحدون
31 مايو 2025 |