رأيى خطأ يحتمل الصواب.. ورأى وزير التموين صواب يحتمل الخطأ،
بمناسبة قرار الدكتور شريف فاروق، وزير التموين والتجارة الداخلية، بالتوجيه الوزارى رقم (13) لسنة 2025، والصادر بتاريخ 25 مايو 2025، بشأن تنظيم عمل المخابز التموينية، والخدمات التموينية خلال عطلة عيد الأضحى، وضمان توفير الخبز والدقيق للمواطنين فى مختلف المحافظات.
وينص قرار الوزير بمناسبة قرب حلول عيد الأضحى المبارك، تُمنح المخابز التموينية (قطاع أعمال عام قطاع خاص) إجازة لمدة أربعة أيام متتالية تبدأ من يوم الخميس الموافق (5 يونيو) وتنتهى يوم الأحد الموافق (8 يونيو 2025).
القرار الصادر من قبل الدكتور شريف احتل الصفحات الأولى من صحف الصباح لأهميته، ليس أهم من الخبز فى يوميات المصريين، وشعارهم لا تعض رغيفى، وظنى أنه قرار وزارى متعجل جانبه الصواب، ومستوجب مراجعته عاجلًا قبل إجازة العيد.
عيد الأضحى عيد اللحم، وهل هناك فتة بدون عيش، عيد الأكل كما يقولون قوامه العيش، ومن أين العيش والمخابز مغلقة ولأربعة أيام.. نعمل فتة بعيش فينو؟!.
بالله عليك يا سعادة الوزير، كيف تضمن توفير الخبز والدقيق للمواطنين فى مختلف المحافظات، وقد قررت إجازة للمخابز أربعة أيام بلياليها، من أين الخبز والمخابز مغلقة، كيف يتحصل المواطن على رغيف الخبز؟!.
من حق عمال المخابز راحة فى العيد، ممكن المخابز تعمل بنصف الطاقة مثلًا، الإجازة عطلة عن العمل ليس عن الأكل، لا أفهم من هذا اللوذعى الذى أشار على الوزير المحترم بهذا القرار القراقوشى الغريب!!.
وحتى لا نصادر على الوزير، ولا ينبئك إلا خبير فى وزارة التموين، هل لهذا القرار سوابق فى أعوام مضت، ربما لدى الوزارة سابقة إغلاق المخابز فى عيد الأضحى، والسؤال هل كان قرارًا صائبًا بفرض حدوثه سابقًا!.
ليس كل الطيبين يملكون ثلاجات لحفظ العيش، خزين العيد، وليس كل الطيبين من محبى العيش (البائت فى الثلاجة)، المصريون حسب عادتهم الغذائية يفضلون العيش بنار الفرن، وفى عيد اللحم يفضلون العيش الطازج باللحم الساخن، وفى هذا يتفنون فى طبخ الثريد (الفتة)!.
والثريد طبق مصرى (عربى) تقليدى يُعرف أيضًا باسم التريد أو تغريب، مكوناته خبز مسطح مكسر ومغمس فى مرق اللحم، لماذا تضن سيادة الوزير على الطيبين بالثريد فى العيد!.
أربعة أيام كثير، مدة طويلة، علمًا أصحاب المخابز لم يشتكوا، ولا شعبة المخابز طلبت إجازة، ولا الناس بطلت أكل، تخيل أربعة أيام والمحروسة بدون عيش؟!
وتلتزم المخابزُ التى لا ترغب فى الحصول على هذه الإجازة بتقديم طلب رغبة إلى مديريات التموين والتجارة الداخلية المختصة بالمحافظة، وتقوم المديريات بإخطار شركة تطبيقات الكروت الذكية (سمارت) بتلك الرغبة، وذلك بحد أقصى يوم الخميس 29 مايو (اليوم).
عجيب ما نسمع، إذا مخبز قرر الاستمرار يقدم طلب، ظنى الآية معكوسة، الأصل الاستمرار فى إنتاج الخبز بكامل الطاقة، ومن يطلب الإجازة يطلبها من مديرية التموين وتنظر فى طلبه وفق ظروف منطقته ومعدلات السحب، وليس على المزاج والهوى، الخبز كالدواء، المخبز كالصيدلية لا يغلق إلا فى الشديد القوى!.
