اتفاق الهدنة بين حماس وأمريكا، كشف المحلل السياسي الفلسطيني فايد أبو شماله، أن أمريكا بدأت ترويض رئيس وزراء الاحتلال نتنياهو، مشيرًا إلى بعض المعلومات المسربة عن مفاوضات حركة المقاومة "حماس" تكشف حرص أمريكي للوصول لاتفاق يتعلق بغزة، عكس إرادة نتنياهو وحكومته المتطرفة، التي تعمل على إطالة أمد الحرب.

أمريكا تروض رئيس وزراء الاحتلال نتنياهو
وقال فايد أبو شمالة عن علاقة أمريكا الحالية برئيس وزراء الاحتلال نتنياهو: "هل بدأ الترويض الأمريكي لنتنياهو؟ إذا صح ما تسرب من أخبار ومعلومات عن نتائج مفاوضات حماس والأمريكان فإنه يكشف عن ثلاثة أمور لا ينبغي تجاهل أي منها"

وأشار أبو شمالة إلى حرص أمريكا للوصول لاتفاق مع حماس، قائلًا: "أولا: هناك حرص أمريكي واضح على الوصول إلى اتفاق يتعلق بغزة وينهي واحدة من أطول الأزمات التي تواجه الإدارة الأمريكية وتهدد مصالحها الاستراتيجية ومشاريعها الكبرى تجاه الشرق الأوسط، ويبلغ هذا الحرص مستوى الاستعداد لضمان الرئيس الأمريكي وقف إطلاق النار والانسحاب الإسرائيلي من غزة"
حوار أمريكا مع حماس لإنهاء الحرب
وتابع أبو شمالة "ثانيا: رغبة أمريكية في ترويض نتنياهو وحكومة المتطرفين في هذه المرحلة بدلا من التصادم معهم وذلك من خلال وضعهم أمام وقائع جديدة تقبلها الإدارة الأمريكية ومنها الحوار المباشر مع حماس باعتباره الطريق الوحيد لإنهاء الأزمة".

وأوضح فايد أبو شمالة: "وفي إطار هذه العملية يتفق الأمريكان مع حماس على ما يعرفون مسبقًا أن نتنياهو لا يستطيع قبوله بسبب صعوده على الشجرة وتمسكه بمواقف وأهداف غير قابلة للتحقق وكأنهم يقولون لنتنياهو يجب أن تنزل عن الشجرة ولدينا مسار يمكن أن يؤدي إلى الإفراج عن عدد كبير من الأسرى أو كلهم ولكن يجب تقديم مقابل لذلك".
وأكد فايد أبو شمالة "أن الأمريكان يساعدون نتنياهو على ذلك إعلاميا، ويظهر ذلك جليا في ما نقلته أكسيوس منسوبا لويتكوف، والتي يعلن من خلالها عن خيبة أمل من حماس وفي نفس الوقت يتحدث عن وجود صفقة قابلة للتوقيع".
وقال أبو شمالة: "إن هذا التسريب مؤقتا يساعد نتنياهو داخليا للحفاظ على ائتلافه الحكومي، ولكنه يعني في نفس الوقت أن إمكانية الوصول لاتفاق مع حماس متوفرة، والمحاولات مستمرة وهذا يهدف لتأهيل وترويض المجموعة المتطرفة المحيطة بنتنياهو وأن عليهم أن يتوقعوا الوصول لاتفاق في وقت ما، وبالتالي أن يكونوا مستعدين للتعامل مع تداعياته"
سيناريوهات الاتفاق بين حماس وأمريكا
وأكد أبو شمالة أن "هناك ثلاثة سيناريوهات قاسية وسيناريو جيد لغزة فهذه التسريبات ترجح السيناريو الثالث وهو يتحدث عن صفقة جزئية في ظل ضمانات ويبدو أن هذا السيناريو هو الأقرب للتحقيق باعتباره يحقق جزء مما يريده ويحتاجه كل طرف وفي ظل ضمانات أمريكية ومن الوسطاء أيضا"

وعن السيناريو المتوقع قال أبو شمالة: "اتفاق وقف إطلاق نار وصفقة جزئية وهذا خيار أعلن الاحتلال أنه يوافق عليه، وهو ممكن أن يحدث إذا استجابت المقاومة، لكنه لم يحدث لأن المقاومة جربت ذلك، ويتم من خلاله الإفراج عن أسرى
ويستأنف الاحتلال حرب الإبادة وأنا أعتقد أن هذا خيار يفضله نتنياهو لأنه يعطيه فرصة للقول إن الضغط العسكري يحقق نتائج ويفرج عن الأسرى وبالتالي يواصل الحرب بطرق أشد بينما يستريح قليلا من الضغوطات الخارجية وحتى الداخلية".
وأوضح أبو شمالة "أنه من المؤكد أن المقاومة تسعى لوقف الحرب بشكل دائم، ولكن قد تضطر للموافقة على اتفاق جزئي مع وعودات أمريكية حقيقية أو من الوسطاء بأن يؤدي ذلك إلى وقف الحرب كليا".
تحذير من الإفراط في التفاؤل
وحذر أبو شمالة مما وصفه بـ الإفراط في التفاؤل، قائلًا: "أخيرًا، لابد من الحذر الشديد في هذه المرحلة من الإفراط في التفاؤل، فمن المؤكد أن الأمريكان هم الرعاة الحقيقيين لحرب الإبادة وأي خلافات مع نتنياهو وحكومته لا تعني التخلي عن كيانهم، ولا تعني تفاهمهم مع حماس أنهم يحبونها ويرغبون ببقائها أو سيساعدون المقاومة على الانتصار على نتنياهو".

وقال أبو شمالة: "وفي مثل هذا الوقت الذي تريد إدارة ترامب فيه ترويض نتنياهو ومن حوله فإن احتمالات أن يتحولوا إلى (الشموس) أو الاتجاه نحو مزيد من التطرف والمجازر والتدمير في غزة بل ربما يلجؤون للتصعيد الخارجي في اليمن أو في إيران بغرض إحباط مشروع التفاهم بين الإدارة الأمريكية وإيران. ويبقى الأمل في الله أن يحفظ غزة وأهلها وأن ينصرهم نصرا عزيزا".