القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

مدبولي: ثلاثة في واحد! .. بقلم حمدي رزق

بقلم حمدي رزق

كمراقب ومتابع، تلهث محاولًا اللحاق بجولات الدكتور مصطفى مدبولى الميدانية، رئيس الوزراء يسابق الزمن للحاق بـفرصة مواتية... سانحة، التحسن فى مردود الاقتصاد الوطنى يغرى بالمزيد.

مدبولي: ثلاثة في واحد! .. بقلم حمدي رزق

نهاية الأسبوع الماضى نفذ مدبولى جولتين لافتتين، الأولى إلى منجم السكرى لإنتاج الذهب، أحد أكبر 20 مناجم على مستوى العالم، والثانية فى مشروع تطوير محيط منطقة السيدة عائشة، أعرق المناطق التاريخية فى العاصمة... المسافة بينهما ما بينَ القاهرة ومرسى علم تُقطع بالطائرة...

أعلاه يؤشر على أن الرجل بات موقنًا أن مرحلة العمل المكتبى استُنفدت أغراضها، الخطط موضوعة وثابتة، والمستهدف فى وضوح عين الشمس فى رابعة النهار، والتكليف الرئاسى بـحياة كريمة التزامٌ رئاسى فى مرحلة بناء الإنسان بعد وضع حجر أساس بناء مصر الحديثة، متلازمة البشر والحجر تأخذ مجراها الطبيعى بقوة دفع رئاسية.

بعد ثورة 30 يونيو، حمل الحقيبة الكبيرة (حقيبة رئيس الوزراء) نوعان من المجتهدين: نوع شعبى يواجه فى الشارع، ويتواصل وجهًا لوجه تحريًا للمشكلات، ويعود إلى مكتبه محملًا بآلام وآمال الناس، يعكف عليها، ويقضى فى كثير منها.

ونوع يُجيد فى الخطط المكتبية، ويخطط للتنمية مركزيًّا ويترك مساحات للإبداع المحلى، ويُحاسب على معدلات الأداء.

كلاهما حقق قدرًا من النجاح. المهندس إبراهيم محلب متّعَهُ الله بالصحة، كان عنوانًا لمرحلة وزارية ركزت على المواجهات الواقعية فى شارع يصطخب بالمتناقضات.

من خلفه جاء المهندس شريف إسماعيل رحمه الله، فى مرحلة وُصفت بالمرحلة الاستكشافية (الغازية) التى قررتها القيادة السياسية بدءًا من ترسيم الحدود البحرية تأسيسًا على مرحلة واعدة من الاكتشافات الغازية فى المياه العميقة، وهذه كانت تحتاج إلى خبرة بترولية مهمة.

كلاهما، محلب وإسماعيل، كانا مدرسة فى الأداء الحكومى، ونجحا فى المرور بمصر من أزمتها الاقتصادية الخانقة، وحققا نجاحات شكلت أساسًا متينًا يُجرى البناء عليه الآن.

سلفهما، المهندس مصطفى مدبولي، يمزج بين الأسلوبين، يتحرّى نجاحًا، متوالية جولاته فى بحرى والصعيد تُذكّرك بجولات محلب، وخلية العمل التى تجتهد فى رئاسة الوزراء تُذكّرك بفاعلية الأداء المركزى للمقدَّر المهندس شريف إسماعيل.

نجاح مدبولى رهن التوازن الدقيق بين الأسلوبين المجرّبين، وبينهما يرسم لنفسه طريقًا ثالثًا يجمع بين الحسنيين. ميزة مدبولى النسبية عن سابقيه أنه أكثر شبابًا ولا تنقصه حكمة الشيوخ.

مدبولى لا يملك رفاهية يوم واحد زائد فى تنفيذ مشروع، ولا يملك جنيهًا واحدًا زائدًا فى نفقات مشروع، ولا يُقبل منه أنصاف الحلول. يمكن القول إن مدبولى هو (محلب شريف) فى آن، اثنان فى واحد، بالأحرى ثلاثة فى واحد.

مدبولى ثالث ثلاثة حظوا بثقة الرئيس السيسى واختاره على عينه عن خبرة وسابق تجربة فى وزارة أولى، وهذا فى حد ذاته حمل ثقيل!!

مدبولى يحاول جاهدًا وسينجح فى مهمته الصعبة، مرحلة (الإنسان أولًا)، ونجاح مدبولى يتوقف على تواصله مع الشارع، وهذا يتطلب انفتاحًا على الأفكار التى يموج بها الشارع، لازم مدبولى يشرح نفسه أكثر، وحكومته أكثر، وبرنامجه أكثر، لازم تواصُل تنويرى فاعل، مدبولى عليه ردم الهوة بينه وبين الشارع السياسى بحواراتٍ عميقةٍ مستوجبةٍ.

حمدي رزق - المصرى اليوم
22 مايو 2025 |