ميلاده ونشأته :
ولد " شوقي ميخائيل مليكة " في 18 سبتمبر 1922 بمدينة القاهرة.

نال سر المعمودية عام 1924 بمدينة القدس ، وتم طبع صليب على يده اليمنى وكتابة تاريخ المعمودية باللغة الإنجليزية ، حيث كانت فلسطين وقتها تحت الانتداب البريطاني.
حصل على شهادة البكالوريا ( ما يعادل الثانوية العامة حاليا ) عام 1939 ، ليلتحق بكلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية جامعة فؤاد الأول ( القاهرة حاليا ) حتى حصل علي الليسانس عام 1934 ، والتحق بعدها بمعهد التربية العالي وتخرج فيه عام 1945.
ليعمل مدرسا للغة الإنجليزية فى وزارة المعارف ( التربية والتعليم حاليا ).
ولقد تنقل خلال عمله بين مدارس عديدة داخل القاهرة وخارجها ، نذكر منها ( النقراشي – محمد فريد – كفر الزيات ) ، ثم قضى عاما في السودان عمل فيه بالكلية القبطية بالخرطوم ، وبعد عودته عمل وكيلا لمدرسة أشمون الثانوية ومدرسة الإيمان الثانوية.
وفى عام 1953 ، حصل على الديلوم الخاص بالتربية من جامعة عين شمس ، ليتم تعيينه ناظرا لمدرسة قوص الثانوية للبنين عام 1969 لمدة عامين ، وفى عام 1971 عمل ناظرا لمدرسة الخانكة الثانية ، وكان هذا هو آخر عمل له قبل دعوته للكهنوت ، وخلال عمله بالتعليم تتلمذ على يديه أعداد كبيرة من الطلبة صاروا كلهم فى مراكز مرموقة ، وكان يتعرف علي كثير منهم سواء عن طريق الأخبار أو من يتقابل معهم بطريقة مباشرة.
خدمته الكنسية الأولى :
1-فى عام 1937 انتظم فى اجتماع الشباب بكنيسة مارجرجس الجيوشي ، وفيها تعرف على الأستاذ فؤاد باسيلي ( المتنيح القمص بولس باسيلي فيما بعد ) ،
2-فى عام 1939 ، انتظم فى خدمة اجتماع الشباب بكنيسة الأنبا انطونيوس شبرا ، تعرف خلالها على الأستاذ "نظير جيد " ( المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث فيما بعد ).
3-فى عام 1942 ، بدأت خدمته فى كنيسة مارجرجس الجيوشي بشبرا ، وامتدت خدمته إلى كنيسة الشهيد أبو سيفين والقديسة دميانة ، وكنيسة مارجرحس بشبرا البلد ( شبرا الخيمة حاليا ).
4-فى عام 1943 ، أسس مع الأستاذ "رمسيس حنا " ( المتنيح القمص جبرائيل الأنبا بيشوي ) جمعية أبناء المحبة ، والتي تحولت بعد ذلك إلى كنيسة الشهيدة دميانة بأرض بابادبلو ، وامتدت خدمته بعد ذلك إلى كل الكنائس المنشأة حديثا ، نذكر منها كنيسة السيدة العذراء بالوجوه ، وكنيسة الشهيدة بربارة بالشرابية.
5-فى عام 1951 ، عين عضوا فى اللجنة العامة لمدارس الأحد في عهد المتنيح قداسة البابا يوساب الثاني ، والتي أعيد تشكيلها برئاسة قداسته ، وكان المتنيح القديس الأرشيدياكون حبيب جرجس نائبا للرئيس ، ومن بعد نياحته أسند المنصب إلى الأستاذ وهيب عطا الله ( المتنيح الأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمي ) وكان من بين الأعضاء الذين تضمهم اللجنة :
+ الأستاذ نظير جيد (قداسة البابا شنودة الثالث ).
+ الأستاذ عبد المسيح بشارة ( المتنيح نيافة الأنبا أثناسيوس مطران بني سويف ).
+ الأستاذ كمال حبيب ( المتنيح الأنبا بيمن أسقف ملوي ).
+ القمص صليب سوريال.
+ الأستاذ لبيب راغب ( المتنيح القمص انطونيوس راغب ).
+ الأستاذ مليكة إسكندر ( المتنيح القمص مينا إسكندر ).
+ الأستاذ زغلول حنين ( المتنيح القمص يوحنا حنين ).
وتعاون مع اللجنة بعد ذلك الأستاذ "سمير خير سكر " ( نيافة الأنبا باخومويس مطران البحيرة حاليا ).
6-فى عام 1953 ألتحق بالكلية الإكليركية لمدة عام واحد.
7-فى عام 1964 ألتحق بمعهد الدراسات القبطية لمدة عام واحد فقط ، وذلك لظروف الانتقالات المستمرة فى العمل.
7-فى عام 1971 ، صدر قرار من المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث بتعيينه أمينا عاما لمدارس التربية الكنسية بكنيسة مارجرجس الجيوشى وعضوا بمجلسها ، كما صدر القرار البابوي الخاص بإعادة تشكيل اللجنة العامة لمدارس الأحد وتعيينه عضوا بها.
دعوته للكهنوت :
فى عام 1972 ، وتحديدا فى 12 يوليو 1972 ، تمت سيامته كاهنا بكنيسة رئيس الملائكة ميخائيل بطوسون بشبرا ، وكان معه فى نفس الدعوة كل من :
+ الأستاذ شوقي جيد ( المتنيح القمص بطرس جيد كاهن كنيسة السيدة العذراء بالزيتون ، وشقيق قداسة البابا شنودة الثالث ).
+القمص يوحنا باقي 0 كاهن كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة.
وقضى هؤلاء الآباء فترة الأربعين المقدسة بدير السيدة العذراء السريان ، وكان المشرف عليهم القمص بفنوتيوس السرياني ( نيافة الأنبا متاؤوس الرئيس الحالي لدير السريان ) .
تاريخ ترقيته قمصا :
فى عام 1957 ، تمت ترقيته قمصا ، وتزامل معه فى نفس الترقية القمص بطرس جيد.
خدماته فى الكهنوت :
1-فى أبريل 1975 ، صدر قرار بابويا بتعيينه عضوا بالمجلس الإكليركي العام .
2-خدمته فى الولايات المتحدة الأمريكية :
فى عام 1976 ، أوفده قداسة البابا شنودة للخدمة فى الولايات المتحدة الأمريكية ، فى ولاية ديترويت بولاية ميتشجن بشمال أمريكا ، وهناك قام بتأسيس مشروع للكنيسة باسم مارمرقس الرسول كاروز
الديار المصرية ، كما قام بتنظيم الخدمة وافتقاد الشعب عن طريق تأجير كنيسة إنجيلية أمريكية لإقامة القداسات والاجتماعات ، ولقد أهتم ان يقوم بنفسه بعمل القربان ، وتسليم الألحان ودراسة
الكتاب المقدس مع الشعب ، وبمعونة الرب ، تم شراء قطعة أرض واسعة بثمن زهيد جدا ، وفى يوم 9 نوفمبر ( تذكر ظهور رأس القديس مارمرقس الرسول ) تم توقيع عقد الشراء لتكون الكنيسة المتتظرة ، وفى
عام 1977 قام البابا شنودة الثالث بوضع حجر الأساس للكنيسة أثناء زيارته الأولى للولايات المتحدة فى أول رحلة لقداسته لللولايات المتحدة ، وعاد بعدها إلى القاهرة ليعود إلى خدمته بالكنيسة فى شبرا.
3- فى عام 1981 ، شارك فى الاحتفال بتدشين كنيسة مارمرقس بديترويت ، بناء على الدعوة التي وجههتا له الكنيسة .
4-فى عام 1984 ، أنتدبه قداسة البابا شنودة مرة ثانية للخدمة فى الولايات المتحدة ، فسافر يوم جمعة ختام الصوم إلى مدينة سان فرانسيكو بولاية كاليفورنيا بغرب أمريكا ، حيث خدم فى كنيسة الأنبا أنطونيوس بها.
وخلال هذه الفترة تم بناء منزل للكاهن بجوار الكنيسة.
5-فى عام 1985 ،عاد إلى القاهرة مرة أخرى ليخدم فى كنيسته بشبرا.
بداية التدريس فى الكلية الإكليركية :
فى عام 1977 كلفه قداسة البابا شنودة بإدخال مادة اللغة الإنجليزية ضمن مواد الدراسة بالكلية الإكليركية ، فقام بوضع منهج خاص للدراسة وأسماه : English for the Sermon اللغة الإنجليزية للطالب الإكليركي ).
ولم ينقطع القمص ميخائيل عن التدريس بالإكليركية إلا خلال فترة خدمته بالخارج.
جهوده فى الترجمة :
نظرا لإجادة أبونا ميخائيل للغة الإنجليزية إجادة تامة ، طلب منه نيافة الأنبا شنودة ( قداسة البابا شنودة فيما بعد ) بترجمة تفسير القديس أغسطينوس لإنجيل يوحنا مع مجموعة من آباء الكنيسة ، فأتم هذا العمل وكان يقع فى 100 صفحة ، ثم سلمه لنيافته .
2-فى عام 1976 ،وأثناء فترة خدمته الأولى بالولايات المتحدة ، قام بترجمة القداس الباسيلي بالاشتراك مع المرحوم الدكتور أرنست عبد المسيح" أستاذ اللغات الشرقية بجامعة ميتشجان ، وكان يقع فى ثلاثة أعمدة :العربي والإنجليزي والعربي المكتوب باللغة الإنجليزية ، ليتمكن الشعب الذي يسمع الصلاة باللغة العربية ولكنه لا يقرأها من متابعة الصلوات.
3-فى عام 1977 قام بزيارة المتحف الموجود بمدينة آن آربور مقر جامعة ميتشجان ، الذي يضم مجموعة ضخمة من المخطوطات القبطية ، وتناقش مع المسئولين لمعرفة مدى إمكانية إهداء جزء من هذه المخطوطات إلى الكنيسة القبطية .
4-فى عام 1980 ، كلفه المتنيح الأنبا يوأنس أسقف الغربية بترجمة كتاب " The Bible and The Liturgy ( الإنجيل والليتورجيا ) لجان دانييلو ، وهو مرجع مهم يقع فى أكثر من 300 صفحة ، ويشرح العلاقة بين تعاليم الإنجيل وأسرار الكنيسة الأولى ، وبالفعل تم نشر الجزء الأول من هذا الكتاب.
5-فى عام 1948 ، قام بترجمة القداس الغريغوروي إلى اللغة الإنجليزية ، وصدرت طبعة خاصة منه .
تاريخ نياحته :
خلال عام 2016 ، أشتد عليه المرض جدا ، الأمر الذي أستلزم دخوله المستشفي عدة مرات ، وفي صباح يوم الجمعة 20 مايو 2016 ، تنيح بسلام عن عمر يناهز 94 عاما.
وفى صباح يوم السبت 21 مايو ، أقيمت صلوات الجناز على روحه الطاهرة ، وكانت جنازة مهيبة شارك فيها ستة من الآباء الأساقفة هم :
1-نيافة الأنبا دانيال مطران المعادي ( نائبا عن قداسة البابا تواضروس الثاني ) .
2-نيافة الأنبا موسى أسقف الشباب ( أطال الله حياته ومتعه بالصحة والعافية ).
3-المتنيح نيافة الأنبا بسنتي أسقف حلوان.
4-نيافة الأنبا دوماديوس أسقف أكتوبر وأوسيم.
5-نيافة الأنبا مكاري الأسقف العام لكنائس شبرا الجنوبية.
6-نيافة الأنبا أنجيلوس الأسقف العام لكنائس شبرا الشمالية .
وكما شارك أكثر من خمسين كاهن وراهب بالحضور ، وكان وداعا مؤثرا ، وتم نقل صلوات الجناز عبر قناة Me Sat
نص برقية العزاء التي أرسلها قداسة البابا تواضروس الثاني :
قام قداسة البابا تواضروس بإرسال برقية تعزية إلى شعب الكنيسة بشبرا جاء فيها " تنيح القمص ميخائيل فى صباح اليوم الذي تعيد فيه الكنيسة بالعيد الشهري لرئيس الملائكة ميخائيل ، الذي يحمل أسه وشفيع الكنيسة التي يخدم فيها ، كما إنه إنتقل في أفراح القيامة وعلي رجائها " الخماسين المقدسة " لينضم إلى مصاف الأربعين وعشرين قسيسا بعد خدمة كهنوتية مباركة وباذلة. "
أخيرا : بعض الذكريات الشخصية مع كاتب هذه السطور :
كان لي شرف التعرف على القمص ميخائيل مليكة خلال فترة دراستي بالسنة الثالثة بالكلية الإكليركية خلال عام 1987 ، حيث كان يدرس لي مادة اللغة الإنجليزية من خلال الكتاب السابق ذكره " English for
Sermon " ، واذكر جيدا أنه كان حريصا على بداية المحاضرة وأيضا ختامها بالصلاة الربانية باللغة الإنحلزية اللفظ الكلاسيكي Our Father who art in Heaven ، وعندما سألناه ما سر الأختلاف عن اللفظ الذي
تعلمناه فى مدارسنا وجامعاتنا الحكومية ؟ فأجاب أن هذا هو اللفظ الكلاسيكي الذي يلتزم الشعب الإنجليزي بالصلاة به ، ولقد كان تكرار الصلاة باللغة الإنجليزية عاملا كبير ساعدنا على حفظ
هذه الصلوات بهذا اللفظ غيبا ، ولقد درسنا فى المنهج المقرر العديد من المواضيع الشائقة مثل ( رحلة العائلة المقدسة – حياة القديس أثناسيوس الرسولي – أسرار الكنيسة السبعة ... الخ ) مما
ساعدنا على معرفة وحفظ كثير من المصطلحات اللاهوتية باللغة الإنجليزية ، كما أذكر أنه كان يشدد دائما على قواعد النطق السليم لكل كلمة ، ولا يسمح بأي تغيبر فى طريقة النطق ، الأمر الذي
أفادني كثيرا فى إتقان اللغة , ولقد أرتبطت بصاقة قوية وعميقة مع نجله المرحوم الدكتور راجي شوقي ميخائيل " ( نيح الله نفسه فى فردوس النعيم ) ، وكان دائما ما ينقل لي أخباره ويطمئنني عليه ،
وعندما تنيحت زوجته الفاضلة يوم 20 فبراير 2012 ، حرصت على تقديم واجب العزاء للدكتور راجي فى قاعة كنيسة الملاك ميخائيل بطوسون ، وعندما هممت بتقديم العزاء إلي أبونا ميخائيل ، مال عليه
الدكتور راجي وقال له " ماجد كان من تلاميذك بالإكليركية يا أبونا " ،فابتسم قدسه فى هدوء وقال " أيوة طبعا فاكره كويس أوي " ، الأمر الذي أثلج قلبي كثيرا ، نيح الرب نفسه فى فردوس النعيم ونفعنا بصلواته.
مراجع المقالة :
1-القمص ميخائيل ميخائيل مليكة : صفحة خاصة أنشئت على الفيس بوك لتخليد ذكراه.
2-أبونا القمص ميخائيل ميخائيل مليكة : St –Takla.Org
3-القمص ميخائيل ميخائيل مليكة ... في بهجة القيامة المقدسة ، صفحة المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ، الجمعة 20 مايو 2016.
3-وداعا ابونا ميخائيل ميخائبل مليكة ... الكنيسة تودع راعى كنيسة الملاك بطوسون شبرا : المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي ، 22 مايو 2016.
4-نيفين جاد الله :البابا تواضروس ينعي القمص ميخائيل مليكة ، جريدة وطني 20 مايو 2016.
5-بعض الذكريات الشخصية من كاتب هذه السطور .