تريثت قليلا قبل التعليق على بيان ملغوم منسوب لمصدر إخوانى مجهول يعلن حل جماعة الإخوان الإرهابية فى مصر؟!.

يصعب التحقق من مصدر البيان، هل هو صادر عن إخوان لندن أم من مطاريد إسطنبول، أو حتى من فلول الجماعة فى إسطبل عنتر، ولن يفصح إخوان الشيطان عن مصدره، سيغمون علينا لخلط الأوراق، البيان فحسب رسالة بعلم الوصول، يصل ويسلم من يهمه الأمر.
سبق البيان المشكوك فى أمره زعم (مراجعات إخوانية) جارية فى أروقة الجماعة، حتى هذه المراجعات لم يتثبت منها.. كعادتهم يصرحون وينكرون!!.
فلول الجماعة فى المنافى تراوح مكانها، حديث الحل الذى تحدث به البيان، يترجم فى حده الأدنى مناورة، مخاتلة سياسية، كالضحك على الذقون الحليقة.
حديث حل الجماعة لا ينطلى على النخبة الوطنية المصرية التى خبرت ملاعيب الإخوان، مثل ملاعيب شيحة، ولا تروج مثل هذه بضاعة فاسدة بين العامة، لا يخدعهم لعب الثلاث ورقات!!.
يلزم الحذر، لاحقا ستصدر أصوات مأفونة خافتة ما تلبث أن تعلو (بعد بيان الحل المكذوب) تنادى على إعادة الإخوان إلى المشهد بوجه جديد، وسيعود الحكى البغيض عن الجماعة الدعوية فى دثار المصالحة الوطنية.
الثابت تاريخيا، عبر عقود خلت، الإخوان لا يراجعون، ولا يتوبون، ولا يثوبون، ولا يفكرون فى الحل، ومن يراجع يلقى جزاء سنمار.
وإذا راجعوا سيسلكون نفس الطريق، لف وارجع، سيعودون إلى الرسائل التى ألفها المرشد المؤسس حسن البنا، ولن تجد لرسائل البنا فى الإخوان تبديلا.
الحل المطلوب تسبقه مراجعات عميقة فى بنية الجماعة، وإجماع على قرار مثل هذا استثنائى، وهذا ليس وارد، وقرار لا يملكه فلول الجماعة، القرار فى حوزة مرشد السجون.
والسؤال: ماذا يراجع الإخوان، هل يمتلكون الجرأة لتغيير حرف فى رسائل الإمام، هل لديهم الشجاعة للخروج على وصاياه، هل يستقبلون قبلة الدولة المصرية بديلا عن قبلتهم الإخوانية؟!.
إخوان كاذبون، كما كذب البنا فى مراجعته التى جاءت بعد موجة عنف وسفك دماء واغتيالات، يوم قال لو استقبلت من أمرى ما استدبرت لرجعت بالجماعة إلى أيام المأثورات مقصده الدعوية والخيرية.
لو صدقوا فى مراجعتهم الموهومة، وبيانهم الكاذب، لاعترفوا ابتداء بجرائمهم فى حق الوطن، الاعتراف سيد الأدلة، وبعدها يستجمعون ما بقى لهم من شجاعة ويذهبون إلى حل الجماعة فى الداخل والخارج، والانضواء تحت علم الدولة المصرية، مواطنين مصريين ليسوا إخوانا ولا مسلمين.
الإخوان خراج متقيح فى جنب الوطن، يستوجب عملية جراحية لاستخراج أم القيح، المراجعات التى تروج فى أروقة الجماعة كالدهانات الموضعية تسكين من المسكنات لا تعالج أصل الداء، البتر أقصد الحل علاجا، آخر الدواء الكى.
حل الجماعة، المخرج من أزمة الإخوان التى تعكس بالسالب على مستقبليات الوطن التى تتموضع الجماعة فى خاصرته كالحية الرقطاء تنفث سما فى آنية الوطن.
الإخوان كالخلايا السرطانية ساكنة فى عضم البلد، فى النخاع، سرطان النخاع أفظع السرطانات جميعا، الخلايا السرطانية الإخوانية تتغذى على الخلايا الحية، العلاجات الكيماوية والإشعاعية لقتل الخلايا الإخوانية بالضرورة تضعف مناعة الوطن، الحل هو الحل.