وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم على قانون فيدرالي يحمل اسم Take It Down والذي يُجرم تزييف الصور ونشر الصور غير اللائقة للأفراد دون موافقتهم على الإنترنت.

جاء ذلك خلال حفل توقيع قانون تيك إت داون، بحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزوجته ميلانيا، وهو القانون الذي ساعدت السيدة الأولى في تمريره عبر الكونجرس لفرض عقوبات أكثر صرامة لتوزيع الصور الحميمية أو الإباحية على الإنترنت بدون موافقة أصحابها والتي تعرف بـالصور الإباحية الانتقامية.
القانون الجديد يهدف إلى حماية ملايين الأطفال من الاستغلال الرقمي، حيث يلزم منصات التواصل الاجتماعي بإزالة المحتوى غير القانوني خلال 48 ساعة من طلب الضحية، مع فرض عقوبات صارمة على المخالفين.
ترامب وصف القانون بأنه انتصار كبير لأمريكا، مشددًا على أهمية مكافحة الاستغلال الجنسي عبر الإنترنت، فيما أكدت ميلانيا ترامب أن هذه الخطوة ستساعد الأسر على حماية أطفالهم من المخاطر الرقمية

كانت ميلانيا ترامب استخدمت في أول ظهور علني لها منذ عودتها إلى البيت الأبيض عدة إجراءات للضغط على مجلس النواب للموافقة على تمرير مشروع القانون.
من جانبها، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت للصحفيين في وقت سابق اليوم إن السيدة الأولى لها دور كبير في تمرير هذا القانون المهم.
جدير بالذكر أن مشروع القانون يقضي بتجريم نشر صور حميمية عن علم أو التهديد بنشرها دون موافقة الشخص، بما في ذلك التزييف العميق بواسطة الذكاء الاصطناعي.

وبموجب هذا القانون يتعين على مواقع الإنترنت وشركات وسائل التواصل الاجتماعي حذف هذه الصور في غضون 48 ساعة من طلب الضحية، كما أنه يلزم المنصات أيضا باتخاذ خطوات لحذف المحتوى المتكرر.
كانت الولايات المتحدة الأمريكية حظرت نشر المواد الجنسية التي تتم بالتزييف العميق أو الإباحية الانتقامية، لكن قانون تيك إت داون هو مثال نادر على فرض الجهات التنظيمية الاتحادية القانون على شركات الإنترنت.
صورة مثيرة للجدل.. ترامب يناقض نفسه!
في تناقض صارخ، أثار ترامب موجة من الجدل بنشر صورة مُعدّلة بالذكاء الاصطناعي عبر منصته تروث سوشيال، تُظهره مرتديًا زي بابا الفاتيكان، وذلك بعد أيام قليلة من وفاة البابا فرنسيس في 21 أبريل 2025.
الصورة، التي أُعيد نشرها على حساب البيت الأبيض الرسمي بمنصة إكس، أثارت غضبًا واسعًا بين الكاثوليك، خاصة مع اقتراب موعد اختيار خليفة البابا.
وكان ترامب في وقت سابق من العام الماضي خرج عن المألوف حينما نشر فيديو مع فلاتر ساخرة لوجه بايدن، أبرزها أنف بينكيو في إشارة تلميحية بكذبه خلا خطابه السنوي أمام الكونجرس.
تزييف المواد الإباحية
مع صعود تقنيات توليد الصور بالذكاء الاصطناعي، تعرضت أعداد لا تُحصى من النساء للتحرش بصور مُزيفة عميقة وصور فاضحة أخرى نُشرت دون رغبتهن.
وقال ترامب خلال حفل توقيع القانون في حديقة الورود بالبيت الأبيض: هذا خطأ، وهو خطأ فادح للغاية.
وأضاف في حضور السيدة الأولى ميلانيا ترامب، التي دعمت التشريع: إنه وضع مُسيء للغاية، لم يشهده الناس من قبل في بعض الحالات. واليوم نُجرّمه تمامًا.
وقالت السيدة الأولى: يُمثل هذا التشريع خطوةً قويةً إلى الأمام في جهودنا لضمان أن يشعر كل أمريكي، وخاصةً الشباب، بحمايةٍ أفضل من إساءة معاملة صورتهم أو هويتهم من خلال صورٍ حميميةٍ غير مُرضية.
قوانين التحرش الإلكتروني
يُعدّ التحرش الإلكتروني، خاصةً الصور المُولّدة بالذكاء الاصطناعي مثل التزييف العميق، مصدر قلق متزايد في المشهد الرقمي اليوم.
يُمكن استخدام التزييف العميق- مقاطع فيديو أو صور مُعدّلة باستخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء تمثيلات واقعية للغاية ولكنها زائفة- بشكل خبيث لمضايقة الأفراد أو التشهير بهم أو انتهاك خصوصيتهم.
وقد أدى ذلك إلى وضع قوانين مُختلفة على المستويات الفيدرالية والولائية والدولية لمعالجة التحرش الإلكتروني، مع التركيز بشكل خاص على التحديات الجديدة التي يُشكّلها المحتوى المُولّد بالذكاء الاصطناعي.