صلاة العمال في المسجد، أثار مقطع فيديو لأحد الأشخاص، يطالب فيها بمنع العمال من الصلاة في المسجد، بسبب رائحتهم في العمل، جدلًا واسعًا بين نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبر البعض عن غضبهم، لمطالبته بمنع العمال عن الصلاة في المسجد، في حين علق آخرون بقول الله سبحانه وتعالى "يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ".

شخص يطالب بمنع صلاة العمال في المسجد
بداية الجدل ظهر عندما تم بث مقطع فيديو لأحد الأشخاص، قال فيه: "عمال المقاولات ضعوا لهم مصليات في مكان الشغل عندهم، ولا يطبون علينا في المساجد، صرنا نكره نصلي الظهر في المساجد، يا أخي شيء ينرفز بسبب رائحة العمالة التي تأتي من العمل بالعمائر، شيء ينرفز، والله العظيم ما تقدر تصلي، وتدري ايش تسوي، الرائحة كريهة".
وأثارت مطالبة الرجل بمنع عمال البناء من الصلاة في المسجد جدلًا واسعًا بين نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، وعبر العديد من النشطاء عن غضبهم من المطالبة بمنع عمال البناء من الصلاة في المسجد.
وعبر البلوجر أبو زيد الأزدي عن غضبه، فقال: "أنت ظهرت بهذه الطريقة أمام الناس وأنا يحق لي إبداء رأيي، هذه قلة أدب... وهذا ضد المروءة من نقصت المروءة لديه قل لديه الحياء... أين يصلى العمال... ما دام لا يوجد شيء
ينجس ملابسهم أو جسمهم فليصلوا، الله أعطاك نعمة الوقت الذي تقضيه في النظافة الشخصية وأعطاك نعمة المال لصرفه في هذا الأمر، ففعلك لهذا الأمر كفران للنعمة وتعد على الغير، فمن انت لتظهر وتقول صلوا في أماكن مخصصة؟..
أجدادي وأجدادك عملوا في الشمس والسمر والحر والبرد، ما عابهم هذا في شيء ولم يشتكوا من بعض في شيء، يوجد رائحة لا تعجبك يحق لك قطع الصلاة والانتقال في الصف، وعندك شيء مع
العمال تكلم معهم في وجيههم ولا تأتي من وراء ظهورهم وتصورهم وتتكلم بهذا الشكل المعيب.. والله إن الله أخزاك بهذا المقطع، أردت به تأييد فإذا به عليك ولله الحمد لأن الشعب في
عمومه متربي ويثمن الكلمة وعتبي على من يظن أن كل مرب للحية ملتزم... اللحية هي مقياس ظاهر ونعم يؤخذ بصلاح مربيها ظاهرًا... أما المقياس الأكبر فهي الأفعال واتباع السنة والأخلاق"
المساجد لجميع المسلمين وليس لشخص معين
أما البلوجر هيمو أبو وسام فقال: "المساجد لجميع المسلمين وليس من حق أحد منع أشخاص لدخولها إذا جاء يصلي، بعضهم وهو على رأس عمله بالشمس ماذا يفعل، ثم إن أئمة المساجد لم يقصروا، وهناك بخور وفواحات يعني عجزت أن تتحمل 10 دقائق بالمسجد وترجع بيتك"
وعبر البلوجر عبد الله العبد الله عن استيائه، فقال: "هم لهم الحق بدخول بيت الله مثلما أنت وأنا وجميع المسلمين لنا الحق بدخول بيوت الله، وإن كنت منزعج من رائحتهم يأخي أقم صلاتك في بيتك ولا تجرح الناس بكلامك الله يهديك ويصلح حالك.. لا حول ولا قوة الا بالله"
أما البلوجر باسم الحربي فعبر عن غضبه فقال: "أنت داخل المسجد تقيم فريضة الصلاة التي طلبها الله منك ولا داخل تشم روايح الناس.. استح واترك الكبر الذي فيك، يمكن عند الله أطيب منك هالعمال، يصلون في مسجدنا العمال وأصلي جنبهم ولا شكينا منهم ونستقبلهم وبوجه بشوش"
وعلق البلوجر علي الزهراني فقال: " إذا صلوا العمال وقت الصلاة: قالوا ازعجونا وإذا لم يصلون العمال وقت الصلاة: قالوا لم يصلون... !!! أدخل بكمامة وصلي صلاتك تجد هذا العامل كان يعمل في الشارع بالقرب من المسجد أو الحي، ودخل وقت الصلاة فذهب للمسجد من أجل يصلي.. إذا أنت متأثر من أي شخص في المسجد بسبب سلوكه أو أفعاله، روح صلي في مسجد ثاني وأكف الناس شرك".
ممنوع صلاة آكل البصل والثوم في المسجد
أما البلوجر ندى فاضل فقالت: "كلامه صحيح، لكن الأسلوب غلط لكن خلينا نحسبها بالعقل فعلًا، في أشخاص روائح أجسادهم لا تُحتمل، وبتكون مزعجة لدرجة لا نستطيع الوقوف بجانبهم، وبدلًا من منْعهم من دخول المسجد، لنفكر بحل إنساني. من الأفضل مبادرة
بمساعدتهم نوع من الصدقة من قِبل أهالي الحي، بتخصيص يوم الجمعة مثلًا لتوزيع مواد نظافة شخصية عليهم كهدايا: (معطر جسم، مزيل عرق (ديودورنت)، وشامبو، وصابون) ووضع لافتة على باب المسجد تُذكّر بلُطف بأهمية الاستحمام والنظافة قبل الحضور للصلاة"
أما البلوجر يحيي آل شيبان فقال: "نعرض خلافنا على كتاب الله وسنة لرسول، صلى الله عليه وسلم، قال تعالى(يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ)، وقال، صلى الله عليه وسلم، (من أكل البصل والثوم والكراث فلا يقربن مسجدنا، فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم) ويدخل في ذلك الدخان ونتانة الجسم ورائحة الجوارب، فيجب أن نأخذ بكلام الله ورسوله"
حكم منع أصحاب الروائح المؤذية من الصلاة بالمسجد
وعن فتوى منع أصحاب الروائح المؤذية من حضور صلاة الجماعة في المساجد، أكد عدد من علماء الدين قائلين على العمال ألا يجدوا في أنفسهم حرجا من المنع منه، وانبعاث الروائح الكريهة بسبب
العمل ليس مما يعاب به المرء، بل عمل المرء الحلال وكسبه بيده ممدوح شرعا، وهو شرف له، وقد ينقلب عبادة بحسب قصد صاحبه وإحسان نيته، واستشعارهم أن الشرع نهاهم عن دخول المسجد، ورخص لهم في
التخلف عن جماعة المسجد قبل أن يزيلوا تلك الرائحة التي تشق عليهم إزالتها مما يعينهم على تقبل هذا الأمر، ولعله يكتب لهم أجر ما رغبوا فيه، ولم يمنعهم منه إلا امتثال أمر الشرع، وعليهم
أن يحسنوا الظن بإخوانهم الذين قاموا بذلك التخصيص، وأن يحملوا فعلهم على المحمل الحسن، وأنهم أرادوا مراعاة مقصد الشرع في البعد عن الروائح المؤذية التي تعكر على حضور القلب والخشوع في الصلاة.
وأكد العلماء "إن كان قصد إخوانهم في حقيقة الأمر التكبر والترفع عن مخالطة العمال، فالله حسيبهم في ذلك، وهو من يتولى جزاءهم، ولا يضر ذلك العمال شيئا، ولا ينقص ثوابهم وقدرهم
عند ربهم سبحانه، ودليل ما خلصنا إليه في هذه المقدمة ما جاء في السنة من النهي عن قربان المسجد لمن أكل ثوما ونحوه مما له رائحة يُتأذى منها، فعن جابر بن عبد الله، عن النبي صلى
الله عليه وسلم قال: من أكل من هذه البقلة، الثوم، وقال مرة: من أكل البصل والثوم والكراث فلا يقربن مسجدنا، فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم. أخرجه الشيخان، واللفظ لمسلم".
وجاء في السنة إخراج من وجد منه ريح البصل والثوم من المسجد، ففي صحيح مسلم أن عمر قال في خطبته: ثم إنكم، أيها الناس تأكلون شجرتين لا أراهما إلا خبيثتين، هذا البصل والثوم لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا وجد ريحهما من الرجل في المسجد، أمر به فأخرج إلى البقيع.