القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

الاتفاقيات التطبيعية لن تحل القضية الفلسطينية!! بقلم حمدي رزق

بقلم حمدي رزق

حتى لو نجحت إسرائيل فى إبرام اتفاقيات تطبيع، فالسلام سيظل بعيدا ما لم يتحقق قيام دولة فلسطينية مستقلة، حل الدولتين هو الحل، هذه خلاصة كلمة الرئيس السيسى فى قمة بغداد (ظهر أمس).

الاتفاقيات التطبيعية لن تحل القضية الفلسطينية!! بقلم حمدي رزق

السيسى فى كلمته ناصحا أمينا، نصيحة مصرية لضبط البوصلة العربية على إحداثيات حل الدولتين.

يخشى الرئيس أن تشيه الحروف، ويضيع الحل فى صخب التطبيع، والاتفاقيات الإبراهيمية، التطبيع أبدا لن يكون على حساب القضية، ولن يحل القضية.

كلمة الرئيس السيسى فى قمة بغداد، يصدق عليها تعبير جمل الحَمُول، والحَمُول، الحليم الصَّبُور، المعتادُ الصَّبْر القادِرُ عليه.

فعلا ما يحسش بالنار إلا اللى كابشها، مثل مصرى معبر عن حالة القيادة المصرية فى قمة بغداد، حمل عربى ثقيل تنوء بحمله الجبال.

أعباء الحرب على غزة تثقل كاهل القيادة المصرية، ويثقلها أكثر الاقتتال الأهلى فى ليبيا، والحرب بين الإخوة الأعداء فى السودان، مصر كجمل الحمول، صابرة على البلاء. القيادة الممتحنة تحمل عبء القضية الفلسطينية صابرة محتسبة من أجل تأمين حياة رضيع فلسطينى يصرخ مستجيرا من هول العذاب وتتولاهم مصر الكبيرة بقلب حنون.

ولا يتبعون جهدهم المشكور منًا ولا أذى، بين ظهرانينا رجال مؤتمنون صدقوا، يصلون الليل بالنهار فى عمل دؤوب، يجتهدون فى صمت، ولا يصرحون، ولولا يقظتهم لكان للقضية الفلسطينية وجه آخر، ولتفرق الفلسطينيون الطيبون بين العواصم القريبة والبعيدة فى نكبة جديدة تجاوز نكبة 48 والشتات الفلسطينى الحزين.

نعم، ما يحسش بالنار إلا اللى كابشها، والقيادة كابشة جمرة نار، القضية الفلسطينية جمرة نار موقدة، وكابشها ممتحن، نار على الحدود، نار فى الجوار، والتهديدات الوجودية على كافة المحاور الاستراتيجية.

واللى ميعرفش يزايد على موقف القيادة النبيل، واللى ميعرفش يمس الخطوط الوطنية الحمراء، والقيادة فى مفرق وجودى خطير لا تطلب جزاء ولا شكورا، فقط الاحتشاد العربى، وحدة الصف الفلسطينى، وسد الخلل والصلاة صلاة مودع فى حب وطن يستحق.

معلوم، مزاد الوطنية منصوب، والمزايدون كثر، يزايدون على أبيهم فى قبره، المزايدات السياسية صارت طقسا، وفى الفضاء الإلكترونى متسع للمزايدات الرخيصة على الموقف المصرى الشريف، وعلى مسلك القيادة الوطنية التى أعلنتها صريحة نتعامل بشرف فى وقت عز فيه الشرف.

وفى قلبه مرض، والغرض مرض، ومرضى القلوب يسفرون عن وجوههم القبيحة، أفاعى لزجة خرجت من جحورها الرطبة إذ فجأة، تتلوى فى الفضاء الإلكترونى تغريدا وتتويتا، تنفث حقدها، وتبخ سمومها، وتلوى الحقائق، وتحرف المزاج العام، وتفتن الشارع من حول القيادة فى مفرق وجودى.

الحدود مشتعلة جنوبا وغربا وشمالا وشرقا، والمزايدات شغالة ومين يزود، فعلا اللى اختشوا ماتوا عرايا من الخجل، ولكنهم لا يخجلون، المزايدات مقترنة بمخطط صهيونى حقير لتهجير الفلسطينيين قسرا، لكن فى القيادة المصرية رجال نذروا أرواحهم فداء، وعلى الحدود أسود واللى يقرب يجرب، لسان حال القوات المسلحة العظيمة صاحبة العبور العظيم قبل أن يولد هؤلاء ونرى وجوههم القبيحة.

خلاصته، اسْتَمْرأ الكَيْد والمكايدة السياسية، والتغريدات العدائية، والهتافات الحنجورية، تجور على القضية الأساسية التى تعتنقها القيادة المصرية، وقوامها، حقوق الشعب الفلسطينى القانونية والتاريخية والعادلة فى دولته المستقلة على حدود 67، وعاصمتها القدس.

حمدي رزق - المصرى اليوم
18 مايو 2025 |