القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

الأنبا مكاريوس:الخبز وحده لا يكفي… والوعي مفتاح الانتماء الحقيقي ومقاومة التغريب

نحن لا نستدعي التاريخ لإلهاب المشاعر، بل لإيقاظ الوعي حين نحب بلدنا ونفهم تاريخها، نتمسك بها وندافع عنها، وعندما نقرأ عن أبطال وعلماء ومفكرين من المنيا، يتجدد الأمل في مواصلة المسيرة بهذه الكلمات لخص الأنبا

الأنبا مكاريوس:الخبز وحده لا يكفي… والوعي مفتاح الانتماء الحقيقي ومقاومة التغريب

مكاريوس، أسقف المنيا وتوابعها للأقباط الأرثوذكس، فلسفة مطرانية المنيا في رعايتها المتواصلة للملتقيات العلمية والثقافية التي تتناول تاريخ مصر، وتتسع آفاقها لتشمل قضايا الأمة المصيرية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

وأوضح الأنبا مكاريوس أن مبادرة المطرانية لإطلاق هذه السلسلة من الندوات منذ عام 2018، والتي وصل عددها ثمانية لقاءات خمسة منها بالتعاون مع المتحف الآتوني بالمحافظة، نابعة من قناعة بأن الوعي الثقافي لا يقل أهمية عن تلبية الاحتياجات المعيشية.

وقال مكاريوس: الناس غالبًا ما ينشغلون بتأمين قوت يومهم، وهذا مفهوم، لكن ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان. لا بد من ثراء فكري، من معرفة أين نعيش وماذا نملك، لأن الجهل بالتاريخ يضعف الانتماء ويفتح أبواب التغريب.

وأشار إلى أن محافظة المنيا، التي يقطنها نحو 7 ملايين نسمة، وتمتد جذور نحو 5 ملايين آخرين من أبنائها هاجروا داخليًا وخارجيًا لمختلف أنحاء الجمهورية والعالم، تستحق أن تُقرأ بعمق، سياسيًا وثقافيًا وأثريًا.

وأكد الأنبا مكاريوس أن المنيا في نظري من أغنى بقاع مصر، بل إنها تنافس الجيزة من حيث الأهمية الأثرية، وتأتي في الترتيب الثالث على مستوى الجمهورية بعد الأقصر والجيزة. وكان لها تاريخ طويل مع النشاط السياحي، ونأمل في استعادة هذا الدور من خلال جهود المحافظ اللواء عماد كدواني الذي يولي اهتمامًا كبيرًا بالملف الثقافي، إلى جانب حرصه على تحسين واقع الخدمات الحياتية للمواطنين.

وتابع الأسقف:أنا شخصيًا فخور بأنني أعيش في المنيا، وكل يوم لا بد أن أقرأ عنها، أبحث في تاريخها، في شخصياتها، في أمجادها. عدد كبير من الفنانين والمشاهير، ممن لا نعرف أنهم من المنيا، أو عاشوا فيها، أو مروا بها، وهذا وحده يكفي لأن نشعر بالفخر، وأن نُدرك أن الصعيد عمومًا والمنيا خصوصًا لا يزالان منبعًا للإبداع والتنوير.

تصريحات الأنبا مكاريوس جاءت على هامش الملتقى العلمي الخامس الذي نظمته المطرانية بالتعاون مع المتحف الآتوني، والذي تزامن مع اليوم العالمي للمتاحف، وتخلله عرض أوراق بحثية حول حق فلسطين التاريخي، ومكانة المنيا كمركز ثقافي وأثري فريد في قلب مصر.

وطنى
17 مايو 2025 |