القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

رشيد محمد رشيد .. بقلم حمدي رزق

بقلم حمدي رزق

نادرة ظهورات رجل الأعمال رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة فى مصر (سابقًا)، صموت، لا يغادر منطقة الصمت منذ خروجه من الوزارة بعد يناير 2011، كافى خيره شره كما يقولون.

رشيد محمد رشيد .. بقلم حمدي رزق

أخيرا.. تحدث رشيد فى مقابلة مع CNN الاقتصادية، بصفته رئيس مجموعة السارا العالمية، حاذق فى تحليلاته الاقتصادية، متفائل، ممن يظهرون فجأة فى الظلام الدامس لينيروا الطريق، يوقد شمعة. رشيد مع حفظ المقامات من نادى التفاؤل.

يقول فى منصة عالمية: مصر لديها مقومات كبيرة للوصول لـ 100 مليار دولار صادرات، خاصة مع التطور الحادث فى ملف الطاقة وتطور البنية التحتية.. يتوقع أن تحقق مصر هذا الرقم خلال عامين على الأكثر مع الاهتمامات بمنظومة التصدير.

هكذا توقعات المحبين، لم يصدر عن رشيد حرف يشتم منه شماتة أو نكاية أو مكايدة، ومنذ تخارج من دولاب الدولة المصرية، يتمنى لها كل السلامة، ويرقب عن كثب التطور الحادث، ويثمن المجهودات، وفى حِلِّه وتِرحاله عينه على أغلى اسم فى الوجود.

رشيد لم يغادر مصر وجدانيا، قلبه معلق بمصر، ورغم المرارات المتخلفة عن فترات الشك والريبة التى أشاعها إخوان الشيطان، وأطلقوها عقورة فى أثر المخلصين، لم تغير مياه رشيد، ظل على صفاء ماء النيل عند فرع رشيد، يتمنى لها الخير دوما.

فى مقابلته لا يغمز فى جنب، ولا يلمز فى حق، ولا يبخل بالنصيحة، ويتحدث باسم مصر فخورًا، ويعلل، ويسبب الأسباب، ولا يغادر منطقة التفاؤل أبدًا، ما يشيع ثقة فى قوة الاقتصاد المصرى، ونهوضه من كبوته عاجلًا، والظروف مواتية وفق التوقعات المرئية بعد إجراءات ترامب الجمركية.

شتان بين رشيد الواجف قلبه على وطنه، وآخرين ما إن يركبوا منصة إعلامية دولية إلا وكالوا الاتهامات، ورسموا أنفسهم مضطهدين، وحكى بغيض عن السيطرة الفوقية، وانعدام المنافسة، واحتكار الدولة، وهكذا دواليك ما يخلف غصة فى الحلوق.

وعند الحديث عن التوقعات، يقولها بصراحة: لا أحد كان يتوقع ما حدث فى مصر بشكل عام فى 2011.. وعن تراجع سعر صرف الجنيه أمام الدولار، يراه حافزًا للسياحة والاستثمار، وعلينا دائمًا أن ننظر للجانب الإيجابى من أى تغيير يطرأ علينا.

رشيد الذى تستثمر خبراته دول فى الجوار، وتخطب وده كبرى الشركات العالمية لرفدها من معين خبراته العميقة، لايزال خارج نطاق الاستفادة الوطنية، وهذه خسارة مؤكدة.

مستوجب نظرة عادلة لرجال عصر مبارك، لديهم خبرات، وكفايات، ومؤهلات، يحتاجها الاقتصاد الوطنى، ولو فى سياق الاستشارات الضرورية. رشيد نموذج ومثال، وزير جاء من منطقة رجال الأعمال، وحقق نجاحات مسجلة، ولايزال فى أوج عطائه الذى تستفيد منه اقتصاديات فى الجوار.

القطيعة مع كفايات عصر مبارك يكلفنا خسارة مجانية فادحة، الوطن يذخر بمثل هذه الكفايات ولكنها غير مستغلة، خيرها لغيرنا، معلوم زامر الحى لا يطرب، ورشيد ليس عازف مزمار، ولكنه خبرة اقتصادية عالمية قد لا يطرب اسمه البعض، ولكن مستوجب استثمار خبراته.

مكان ومكانة رشيد محفوظة، أخشى محفوظة فى الثلاجة الوطنية التى غلقت أبوابها، مجمدة حتى إشعار آخر.

حاجة الاقتصاد الوطنى لمثل هذه خبرات ثمينة تجب الحسابات السياسية الضيقة، والمجتمع تسامى عن ثاراته، وعادت المياه العذبة تجرى فى نهر النيل تجرف الأباطيل، بقى أن تعود الطيور المهاجرة إلى وطنها تحمل الخير.

حمدي رزق - المصرى اليوم
14 مايو 2025 |