القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

حداية «ترامب» مابتحدفش كتاكيت! بقلم حمدي رزق

بقلم حمدي رزق

والمثل الشعبى يقول إذا شاهدت حداية طائرة ممسكة بكتكوت فلا تتوقع أنها ستلقى به إليك حبًا فيك، فدأبها هو الخطف لا العطاء.

حداية «ترامب» مابتحدفش كتاكيت! بقلم حمدي رزق

فى انتظار وعد ترامب بدولة فلسطينية كأن تتوقع هدية من بخيل، الحداية لن ترمى كتكوتًا إلا فى حالة واحدة، إن أرادت أن تستعمله طُعمًا لصيد أكبر.

فى 15 مايو تحل ذكرى النكبة الفلسطينية، فخلال الشهور الأخيرة من عام 1947 وحتى أوائل عام 1949، أصبح نحو 750 ألف فلسطينى لاجئين خارج الأرض التى أصبحت إسرائيل، طُرد معظم هؤلاء أو فروا خوفًا على سلامتهم ولم يُسمح لهم بالعودة.

ويوم النكبة هو مناسبة لإحياء ذكرى فترة النزوح الأول تلك والعقود التالية التى عاشها ملايين الفلسطينيين فى المنفى.

التزامن بين زيارة ترامب للمنطقة وذكرى النكبة، أخشى ليس صدفة، الأمريكان لا يؤمنون بالصدف، يصنعونها على أعينهم، مصنوعة فى أقبية استخباراتية تعمل بالذكاء الاصطناعى!

للشاعر صالح بن عبدالقدوس، أحد شعراء الدولة العباسية، بيت شعر شهير: يُعطيكَ من طرف اللِّسانِ حلاوةً.. ويَروغُ منك كما يروغ الثعلب، ينسحب بالضرورة على مراوغات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب السياسية.

بحسب التوقعات التى تسبق زيارته للخليج، قد يعترف بطرف لسانه بالدولة الفلسطينية، لإسكات العرب، وإيقاف الحرب، والإفراج عن الرهائن، وتخفيف الضغط الدولى على إسرائيل، ويرسم نفسه رجل السلام، ويستحق جائزة نوبل للسلام.

لكنه عادة ما يروغ من التزاماته، يطلق العنان لخيالاته المحلقة، ثم يهملها فى الفضاء الإلكترونى دون أن يجلسها على الأرض التزام أمريكى صارم ملزم لإسرائيل، ملبيًا طموحات الشعب الفلسطينى الذى يتعرض لمحرقة إسرائيلية ستكون عنوانًا حزينًا للقرن الحالى، كما كانت المحرقة النازية عنوانًا حزينًا للقرن الماضى.

الغبطة التى تسود بعض العواصم المعنية بالقضية الفلسطينية بهذا الاعتراف الأمريكى تستوجب قبل إقامة الأفراح والليالى الملاح أن يبين لنا ترامب ما هى الدولة الفلسطينية من منظوره، إنّ أمر هذه الدولة تشابه علينا، ينقص الاعتراف إذا حدث الإجابة على سؤال ماهية الدولة، هل هى الدولة التى حددها وحدثها بيان القاهرة الصادر عن القمة العربية غير العادية قمة فلسطين فى الرابع من مارس 2025.

هل راجع ترامب خيار العرب الاستراتيجى، وهو تحقيق السلام العادل والشامل الذى يُلبى جميع حقوق الشعب الفلسطينى، وخصوصًا حقه فى الحرية والدولة المستقلة ذات السيادة على ترابه الوطنى على أساس حل الدولتين، وحق العودة للاجئين الفلسطينيين. ويضمن الأمن لجميع شعوب ودول المنطقة، بما فى ذلك إسرائيل.

أخشى الخيار العربى ليس على أجندة ترامب، يتبنى الخيار الإسرائيلى بتصرف أمريكى لذر الرماد فى عيون العرب، والخيار الإسرائيلى يرفض إقامة الدولة الفلسطينية وفق المواصفة العربية، يرفضها من الأساس، ليست واردة فى مستقبليات الدولة العبرية، وإذا كان ولابد فهى أقرب لـمحمية طبيعية للفلسطينيين تحت الإدارة الإسرائيلية، لا تجاوزها وصفًا إلى دولة بالمعنى المستقر فى الأدبيات السياسية.

ولكن أكثرهم لا يعلمون، ويهرفون بالقول الكاذب، ويزعمون، إذا صدر إعلان ترامب بالاعتراف بدولة فلسطين، فسيكون هذا أهم تصريح يغير موازين القوى فى الشرق الأوسط.. للأسف محض خيال، الحداية مابتحدفش كتاكيت!!.

حمدي رزق - المصرى اليوم
12 مايو 2025 |