في الخامس عشر من مايو الجارى، وتحديدًا يوم الخميس المقبل، تعقد محكمة النقض جلسة الفصل في الطعن المقدم من دفاع شابٍ أدين بقتل ابنة خالته، الطفلة «أمل ناصر» الشهيرة بـ«فتاة البراجيل»، بعد محاولته الاعتداء عليها جنسيًا.

تفاصيل قضية قتل الطفلة أمل ناصر وحكم محكمة النقض
جلسة «النقض» المنتظرة لا تمثل فقط إجراءً قانونيًا، بل هي- كما تقول العائلة- «الموعد مع الحساب»، بعد عامين من الألم والانتظار، وعامٍ ثانٍ يُحتفل فيه بعيد ميلاد «أمل» وسط المقابر بدلًا من البيت، وفق والد المجنى عليها.
في إحدى زوايا مقابر البراجيل، اجتمعت الأسرة في 21 إبريل الماضى للاحتفال بعيد ميلادها الرابع عشر، وُضعت البالونات، أُشعلت الشموع، وزُين القبر كما كانت تحب.. لكن هذه المرة، الدعاء كان من أجل النقض، لا من أجل الحفلة.
يقول والدها «ناصر»، وهو يحمل صورة قديمة لها: «كان يوم عيد ميلادها بيبقى كله ضحك.. المرة دي بكينا وسكتنا.. بنتي كانت بتحب الحياة، وحلمها تبقى دكتورة تعالج الأطفال، بس ابن عمتها اختار يكون هو نهايتها».
الواقعة تعود إلى أكتوبر 2022، حين أقدم المتهم «أندرو. ح»، وهو نجل عمة الضحية، على طعن «أمل» داخل شقتها بعدما فشلت محاولته في التعدي عليها.

النيابة العامة أكدت في تحقيقاتها أن المتهم طعن الفتاة طعنتين قاتلتين في الرقبة والبطن، ثم استولى على هاتفها المحمول وفرّ هاربًا، والمفارقة أنه شارك أسرتها في البحث عن «القاتل»، ووقف في العزاء إلى جوار الأب المكلوم.
دفاع قاتل أمل ناصر يطعن في حكم الإعدام ويطالب بتخفيف العقوبة
وفي 14 أكتوبر من العام نفسه، قضت محكمة جنايات الجيزة بإعدامه شنقًا، بعد ثبوت الجريمة في حقه، لكن دفاعه طعن على الحكم أمام محكمة النقض، مدعيًا أن القتل لم يكن مع سبق الإصرار، وأن هناك «علاقة عاطفية» بين الطرفين، وهو ما رفضته العائلة بشكل قاطع.
والد «أمل» لا ينسى ما جرى: «بنتي ماتت وهي بتدي له كباية ميّة.. مش هنقبل بأي دية ولا صفقة، دم بنتي مش للمتاجرة، العزاء الحقيقي يوم ما يتنفّذ الحكم».

أما شقيقها، فكتب في يوم ميلادها: «السنة اللي فاتت قلتيلي مش هتعملي عيد ميلادك علشاني.. علشان أنا في الجيش. السنة دي جيت.. بس إنتي مش موجودة. عيدك السماوي الأول.. وحشتيني.»
بعد غد، تنظر محكمة النقض في هذا الطعن الذي سيحسم مصير المتهم: إما بتأييد حكم الإعدام، أو بإعادة محاكمته من جديد.


شموع كثيرة أُضيئت فوق القبر، ودموع كثيرة لم تجف، أما البالونات التي ترفرف كل سنة في مثل هذا اليوم، فقد كُتب عليها هذه المرة: «كل سنة وإنتي طيبة يا أمل.. دعواتنا مع النقض».