عبرت الشاعرة والكاتبة الكويتية الدكتورة سعاد الصباح، وحفيدة مؤسس الكويت، عن عشقها لمصر بكلمات مؤثرة، مزجت فيها بين قصيدة العشق في حب مصر وذكريات الشباب مع زوجها عبد الله المبارك في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية.

رسالة الشاعرة الكويتية سعاد الصباح في عشق مصر
كما كشفت الدكتورة سعاد الصباح في رسالتها المؤثرة أنها مخطوفة في عشق مصر، لتؤكد أن مصر شكلتها ولونتها وقضمت قلبها بهدوء الحسناوات الواثقات، ووصفت مصر بأنها "وطنَ الروحِ ووطنَ العقلِ"

وقالت الشاعرة الكويتية سعاد الصباح في رسالتها المؤثرة في حب مصر: "هنا مصرُ.. هنا القاهرةُ.. هنا جامعةُ القاهرة.. هنا.. أنا.. أنا المُنهمِرةُ قطرةً قطرةً.. أنا المقطوفةُ وردةً وردةً.. هُنا أنا المخطوفةُ آهةً آهةً".
وتابعت سعاد الصباح كلماتها التي عبرت فيها عن عشقها لمصر، فقالت: "قضمتْ قلبي مصرُ.. وقضمَتْه بهدوءِ الحسناواتِ الواثقاتِ.. كتبتْني مصرُ وشكَّلتني ولوَّنتْني.. أنا التي شربَتْ من
ماءِ النيلِ.. ومن أساطيرِهِ وعنفوانِهِ وحزنِهِ الطويلِ.. فكانت مصرُ وطنَ الروحِ ووطنَ العقلِ.. وموطنَ الابنِ البكرِ مبارك الذي يسكنُ منذ خمسينَ عامًا تحتَ هذا الثرى.. وأرى وجهَه
الآنَ أمامي حاضرًا بينكُم، وأتمنّى أنه يسمعُ صوتي الآن.. مثلما يسمعُ الجنينُ في بطنِ أمِّهِ صوتَها ويعرفُ نبضَها.. والأرضُ تعرفُ صوتَ الأمومةِ.. مثلما تعرفُ دموعَ الفراقِ وحزنَ الرحيلِ..".
وأضافت الشاعرة سعاد الصباح "هي الأمومةُ التي سكنتْني وسكنتُها.. فكانت مفتاحَ عِلمي ومفتاحَ عمَلي.. وفاتحةَ دُموعي وابتساماتي ومدرسةَ شِعري ونثري.. بالأمومةِ أوقدتُ شُموعي، وبحبرِ الأمومةِ كتبتُ.. ومنها عبَرْتُ وعبَّرتُ..".
ذكريات مصر الداعمة للقضايا العربية
وعن ذكرياتها في مصر، قالت سعاد الصباح: "هنا القاهرةُ.. هنا ذكرياتي.. هنا تاريخي.. هنا كان الالتحامُ بالقضايا الكبرى.. هنا معركةُ الكرامةِ ومواجهةِ العدوِّ الصهيونيِّ.. ورِحلاتُنا الأولى لخطِّ المواجهةِ.. الأمامي نلتقِطُ من قناةِ السويسِ الجرحى.. فنواجهُ الصهاينةَ بأعينٍ ونظراتٍ تقولُ لهم إن المعركةَ مستمرةٌ.. وإن هزيمتَهم قادمةٌ لا محالةَ..".

وكشفت في رسالتها المؤثرة عن دور مصر الممتد في دعم القضية الفلسطينية، فقالت سعاد الصباح: "هنا كان دعمُنا لمنظمةِ فتح في بداياتِ نشاطِها المؤثِّرِ حين عقدْنا الاجتماعاتِ الثلاثائية الطويلة الطويلةَ مع د. فتحي عرفات والسيدةِ
جيهان السادات والأخت الفاضلة علية الفار والأخت ماجدة الشافعي في منزل الأخت زهرة رجب للقيامِ بواجبِنا تُجاهَ القضيةِ الفلسطينيةِ، حين تبرعتُ بسيارتي المرسيدس.. وأقمْنا الأسواقَ الخيريةَ لتوفيرِ الدعمِ الماليِّ لمشروعِ المقاومةِ..".

وعن ذكرياتها في مصر، قالت سعاد الصباح: "هنا شبَّكتُ أصابعي بأصابعِ مُرشدي الأولِ ومعلمي الأنبلِ ورفيقِ العمر الأجملِ عبد الله المبارك.. حينَ كنتُ أذهبُ معهُ ولا أسألُ أين.. أمشي بجانبِهِ،
فيعلِّمُني كيفَ أقفزُ حاجزًا.. وكيفَ أصدُّ سهمًا، وكيفَ أعبُرُ حُفرةً.. وكيفَ أتجاوزُ حقدًا، وكيفَ أتجاهَلُ سخريةً عابرةً.. حتى وصلتُ.. أينَ وصلتُ؟ وصلتُ إلى هُنا.. إلى كليةِ الاقتصادِ والعلومِ السياسيةِ..".
سر حب سعاد الصباح لمصر
وتابعت سعاد الصباح سر حبها لمصر فقالت: "هُنا بينَ الوجوهِ الطيبةِ والأقلامِ الكريمةِ والقلوبِ الرحيمةِ.. هُنا أستاذتي وزُملائي وأحبائي.. الحرمُ الذي ابتهلْنا فيه معًا، وتسلقْنا أشجارَ الكلماتِ حتى وصلْنا إلى أعلاها.. لنكونَ الأحقَّ بقطفِ الثمارِ".

واختتمت الشاعرة سعاد الصباح رسالتها في حب مصر فقالت: "وكيف لي أنْ أرسُمَ بالكلماتِ منظرَ سعادةِ الوصولِ إلى الثمرةِ؟ وكيف أعبّرُ عن شعورِ سعادتي حين أبني سلالمَ كي يصلَ شبابُ العربِ إلى ذاتِ الثمرة.. وكيف أشرحُ بالكلماتِ أنَّ العلمَ هو سلاحُنا وقوتُنا؟ وكيف أكتبُ بالحروفِ أمومةً تستعْصي على الحروفِ لتثبتَ أنَّها أجملُ طُرُقِ الحياةِ؟.. هنا مصرُ.. هنا أمُّ الدنيا".