القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

بالفيديو .. صوت الحكمة والصرامة.. الأنبا بولا يرد على أزمة الكرمة: لن نُشعل الشارع القبطي وسلامة الوطن أولًا!

في مقطع فيديو تم تداوله مؤخرًا، خرج نيافة الأنبا بولا، مطران طنطا والنائب البابوي لإيبارشية البحيرة ومطروح وتوابعها، ليتحدث بكل وضوح وصراحة عن الجدل الدائر حول قضية مدرسة الكرمة بمدينة دمنهور، والحكم القضائي الذي صدر بشأنها، وحقيقة ما أثير عن إمكانية استيلاء وزارة التربية والتعليم على المدرسة كما جاء في بعض التصريحات.

بالفيديو .. صوت الحكمة والصرامة.. الأنبا بولا يرد على أزمة الكرمة: لن نُشعل الشارع القبطي وسلامة الوطن أولًا!

بدأ نيافته حديثه بنبرة هادئة، مؤكدًا أنه من غير اللائق أن نستقي معلوماتنا من منشورات مواقع التواصل الاجتماعي، دون تحقق أو تدقيق. وقال: أول ما أحب أن أوضحه أنني لا أعلّق على أحكام القضاء، فهذا مبدأ أساسي. وثانيًا، في

مثل هذه الظروف الحساسة، يجب أن نضع سلامة الوطن نصب أعيننا. لا ينبغي أن ندلي بتصريحات تؤجج المشاعر وتزيد من الألم داخل قلوب الأقباط، لأن ذلك ينعكس سلبًا على الشارع القبطي بأكمله، وقد يؤدي إلى اضطرابات نحن في غنى عنها.

وتابع قائلاً: عندما نرد أو نعلّق، علينا أن نتحلى بالحكمة والحرص، وندرك أن بعض الأمور لا يجب أن تُقال علنًا، بل تُناقش في الغرف المغلقة مع المختصين فقط، حفاظًا على أمن البلد واستقراره. ليست كل الحقائق أو التفاصيل مناسبة للطرح أمام العامة، فهناك اعتبارات دقيقة ينبغي احترامها.

وانتقل نيافة الأنبا بولا للحديث عن القضاء المصري، مؤكدًا على ثقته الكاملة في نزاهته واستقلاله، مشيرًا إلى أن وجود درجات للتقاضي في النظام القضائي المصري هو بحد ذاته

من سمات العدالة. وقال: القضاء المصري لا يعتمد فقط على حكم ابتدائي، بل هناك مراحل متعددة مثل الاستئناف والنقض. هذه المراحل وُضعت لتصحيح أي أخطاء قد تحدث، فالقاضي

إنسان، والبشر لا يملكون الحقيقة المطلقة، وقد يقع أي حكم في عوار سواء في الوصف أو التطبيق أو حتى في قراءة وقائع القضية. أنا هنا لا أتحدث عن قضية بعينها، بل أتحدث من منطلق عام.

ثم أضاف بتأمل وإيمان عميق: فوق عدالة الإنسان، هناك عدالة إلهية، وهذه العدالة لا تُخطئ. نحن نثق تمامًا في أن الله العادل يُجري العدل في الأرض، وهو الذي يحكم للمسكونة بالعدل، كما جاء في الكتاب المقدس. فلا داعي للقلق أو الانزعاج، لأن العدالة الإلهية ستأخذ مجراها.

وتابع نيافته مخاطبًا أبناءه قائلاً: قد نشعر بالحزن من الحكم، لكن هذا لا يعني أننا ضد العدالة. لا تنسوا ما قاله سليمان الحكيم في سفر الأمثال: مبرئ المذنب ومذنب البريء كلاهما مكرهة للرب. هذه هي تعاليم المسيحية الحقة: لا نبرر الخطأ لمجرد أن المخطئ من أبنائنا. يمكننا أن نسانده بعد الحكم، لكن لا يجوز أن نطلب إعفاءه من العقاب فقط لأنه مسيحي. هذا لا يليق بنا، ولا يمثل تعاليم المسيح.

ودعا نيافته جميع رجال القانون والعاملين في هذا المجال إلى دراسة القضية دراسة موضوعية، قائلاً: أدعو كل قانوني أن يراجع ملف القضية بدقة، وأكون شاكرًا لأي شخص يستطيع أن يقدّم دليل إدانة واحد ضد هذا الرجل الفاضل. لا أُصدر أحكامًا، ولكن من واقع معرفتي، هذا الإنسان تقي ونزيه، وكل من تعامل معه يدرك ذلك جيدًا.

وفيما يخص المدرسة ذاتها، علّق الأنبا بولا على تصريحات وزارة التربية والتعليم التي سبقت صدور الحكم، معتبراً أنها كانت متسرعة. وأوضح قائلاً: كان من الأفضل للوزير أن ينتظر صدور الحكم قبل التصريح، لأن ما قاله أعطى انطباعًا سلبيًا عن الحكم القادم. نحن لا نقبل أن يُقال إن هناك استيلاء على المدرسة.

وأكد أن التعامل مع أجهزة الدولة كان في غاية الود والاحترام، مضيفًا: تحدثنا مع المسؤولين بصدر رحب وباحترام متبادل. لا توجد نية من الدولة لأخذ المدرسة، بل منذ بداية المشكلة كان الهدف هو تغيير مديرة المدرسة لأسباب رأيناها ضرورية، خاصة بعد بعض التصريحات.

وأشار إلى أن المديرة السابقة للمدرسة، رغم أنها شخصية محترمة وذات كفاءة، إلا أن بعض كلماتها في الردود لم تكن مناسبة وأثارت الجدل. وقال: كنا متفقين منذ البداية على تغيير مديرة المدرسة، والبديل سيكون تحت إشراف الوزارة، لكن ضمن تنسيق مشترك معنا. الأمور تسير بشكل متوازن، ولا يوجد ما يدعو للقلق.

كما كشف أن لجنة من وزارة التربية والتعليم ستزور المدرسة قريبًا لتقييم الوضع، مؤكدًا على أن المدرسة من الناحية المالية والإدارية من أفضل المؤسسات التعليمية في المنطقة. وأضاف: المدرسة جذبت عددًا كبيرًا من الطلاب من مدارس أخرى، وهذا ما يجعلها محل اهتمام ومتابعة. لكن لا يوجد أي نية لتصعيد الموقف، والكل يشعر بحجم الألم الذي أصاب المجتمع بسبب هذه القضية.

واختتم نيافته حديثه برسالة طمأنة قائلاً: أكتفي بهذا القدر الآن، وأعتقد أنني أوضحت الكثير من الأمور. علينا أن نتحلى بالحكمة والهدوء، ونثق في عدالة السماء، التي لا تخطئ.

وطنى
03 مايو 2025 |