معادلة لا أملُّ من تكرارها، عدد الصحفيين 10000 (عشرة آلاف)، المستورون منهم ألف، والمشهورون منهم مائة، والمحظوظون منهم عشرة، الحمد لله على الصحة والستر.

الهرم المقلوب فى شارع عبدالخالق ثروت يمثل تحديًا أمام الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين، وهى تنهض (صباح الجمعة)، لاختيار نصف مجلسها والنقيب.
إذا لم تنجز الجمعية العمومية فروضها تصويتًا، وتنحاز إلى القاعدة العريضة التى تعانى معيشيًا، نحن نُبحر فى الاتجاه المعاكس.
نعم الانحيازات المهنية، بل والسياسية، فى ملف الحريات مستوجبة، ولكن جلب المنافع ليس عيبًا نتدارى منه، ولا خجل ألبتة فى جلب المنافع للصحفيين (مادية وعينية وخدمية).
بين ظهرانينا من شباب الصحفيين وشيوخهم من يترجى الله فى حق النشوق وكلفة العلاج ويعانى شظف العيش، السواد الأعظم من الصحفيين عايشين على (البدل الشهرى)، وهذا لا يكفيهم عيش حاف بعد دفع الإيجار.
زيادة البدل بشكل كريم مطلب جماعى، ومن يسعَ لزيادته مشكور ويؤجر تصويتًا، وهذا لا يمس نزاهة التصويت، ولا ينقض وضوء الجماعة الصحفية، وفى ذلك فليتنافس المتنافسون على منصب النقيب.
المهنة مهنيًا فى مفترق طرق، والنقابة منوطة بها مهام جسام للحفاظ على تقاليدها المستقرة، ما يلزم وحدتها، وتماسك مجلسها، والعمل جماعيًا بروح الفريق، وإلا سنجنى خسارة مهنية فادحة على بطون خاوية.
الحكومة لم تتأخر فى البذل، وزادت البدل مرات، ودعمت صندوق العلاج والمعاشات مرات، ولم يتبق سوى الحضور بكثافة، وإنجاز الفروض النقابية كاملة، فلا تتقاعسوا عن أداء الواجب، وإكمال الجمعية العمومية، مشوار كل سنتين ليس بكثير على نقابتكم، النقابة تستحق منا التفافًا أكثر من هذا، التولى يوم الزحف سيكون مكلفًا مستقبلًا.
أقول قولى هذا والدعوات للاكتمال على أشدها، وهذا جيد وحسن، والانتشار الواسع للزملاء المرشحين فى المؤسسات الصحفية ينتج أثرًا طيبًا، وعزم الشيوخ وحماس الشباب يضمن اكتمالًا باكرًا، سينتهى اليوم كما تعودنا على سلم النقابة، بالهتاف الأثير: تحيا نقابة الصحفيين، تحيا وحدة الصحفيين.
ليست هناك وصاية على التصويت، طول عمرها نقابة لا تعرف تصويتًا ممنهجًا، التصويت قرار شخصى بحت، أنت والصندوق وضميرك وراء ستار، نعم هناك تفضيلات وخواطر، لكن هناك واجبًا مهنيًا، التوازن بين الشخصى والمهنى، نحن فى مهمة لإنقاذ المهنة التى تعانى فى ظل ظروف اقتصادية قاسية.
المؤسسات الصحفية، (قومية وحزبية وخاصة)، تعانى الأمرين فى تدبير المرتبات ومستلزمات الإنتاج، مهمة صعيبة أعان الله القائمين عليها، صحيح تمامًا اللى إيده فى الميه مش زى اللى إيده فى النار، بالمعنى الإيجابى تُترجم: إيدك معانا.
الانتخابات فرصة سنحت لانتخاب مجلس متجانس، بعيدًا عن القسمة الظالمة التى كلفتنا كثيرًا، وضيعت علينا فرصًا نادرة لإنقاذ المهنة، تعميق القسمة، وتجذير الصراع بين جماعة (الرفض والموالاة) لا يخدم القاعدة العريضة من الصحفيين الذين يتشوقون إلى نقابة ترعى شؤونهم، وتقف على حاجاتهم، وتتصدى لحل مشكلاتهم.
ثنائية العيش والحرية لا تنفصل فى نقابة الصحفيين، لا نملك رفاهية العيش منقوص حرية، وكذا البطون الخاوية لن تملأها الشعارات الزاعقة.
رواتب الصحفيين فى ذيل الرواتب، ولا نملك رفاهية الحرية بدون العيش، تؤخذ الحرية غلابًا بتوسيع الهامش بعقل وروية ورشاد مهنى، ويؤخذ العيش ببناء الجسور إيجابًا مع الحكومة، والحكومة على الحياد لا تفرق بين الصحفيين.. والبدل للجميع ومستوجب زيادته، وفق فقه الأولويات النقابية.