أيادٍ فنية مصرية من صعيد مصر وضعت بصمتها في كنائس القدس ويافا، محط أنظار الحجاج والسياح من جميع أنحاء العالم حاليا.. ريشة فنية ساحرة أنقذت أيقونات عمرها مئات السنوات، أعطتها شريانا جديدا للحياة، رغم الهلاك القائم حولها، فأصبحت أنامل الراهب ثيؤفيلوس الأورشليمي ترياقًا لسم الزمان والحريق الذي أودى بدمار أيقونات عمرها تجاوز عمر الكيان الصهيوني.
يعود أصل الراهب القبطي ثيؤفيلوس الأورشليمي، لـ أبو تيج بمحافظة أسيوط في صعيد مصر، ورُسم راهبًا في عام 2018، بدير الأنبا أنطونيوس العامر في القدس، بعد تدريب مدته 3 سنوات، فكان اسمه العلماني قبل الرهبنة روماني شكري، وعمل قبل الرهبنة رسامًا في بداية عمره الجامعي.
تاريخ رهبنة الراهب ثيؤفيلوس الأورشليمي
لم يخشَ الراهب ثيؤفيلوس الأورشليمي الخدمة في القدس، بل كان يرغب فيها بشدة، حيث الخدمة في مهد وقيامة المسيح.
يقول الراهب ثيؤفيلوس الأورشليمي: مكانش في بالي إني أرمم الأيقونات في القدس، لكن كان عندي إحساس وأنا بصلي قدام حامل الأيقونات في الكنيسة، إن هييجي يوم وأرممها.
رحلة ترميم الأيقونات لـ الراهب ثيؤفيلوس الأورشليمي
بدأت رحلة الراهب ثيؤفيلوس الأورشليمي مع ترميم الأيقونات الأثرية، بعد حريق الكنيسة في عام 2022، بسبب التكييفات الأمر الذي تسبب في حريق 80% من الكنيسة، وإتلاف الأيقونات الأثرية، والتي يتراوح عمرها ما بين 250 إلى 300 عام.
بعد الحريق حضر خبير من اليونان، وعرض الأيقونات الأثرية المدمرة على خبراء آخرين من إيطاليا واليونان لترميمها، فهي محط أنظار الحجاج والسياح الذين يأتون لالتقاط الصور التذكارية معها.
فشلت جميع محاولات الخبراء الأجانب، إلى أن نجح في ترميمها الراهب ثيؤفيلوس الأورشليمي فيوضح: الأيقونات من الحريق حصل فيها فقاعات.. والخبير اليوناني كسر فقاعة في أيقونة وتدمرت.. أدركنا هنا أنه مش فاهم قيمة الأيقونات دي.
أيقونات القدس
ويستطرد الراهب ثيؤفيلوس: الفقاعات ناتج عن التكوين التشريحي للأيقونة، وحصل في الأيقونة الأورشليمية، وهي أول أيقونة متفحمة بسبب قربها من الحريق، والفقاعات دي هي اللي اديتني فكرة الترميم السليم، الراهب ثيؤفيلوس الأورشليمي يكشف كواليس ترميمه للأيقونات، وقرر الراهب المسؤول عن ترميم الكنيسة من دير الأنبا أنطونيوس في البحر الأحمر بمصر، أن أتولى ترميم الأيقونات.
وبعد محاولات أدرك الراهب ثيؤفيلوس أن الحل في إصلاح الأيقونات، إهباط تلك الفقاعات بعناية، معقبًا: فكرت أجيب سكينة سخنة وأبدأ أضغط على الفقاعة، وساعتها جبت عازل بين الفقاعة والسكينة، ولما اتأكدت إن الفقاعة نزلت بدأت في ترميم
الأيقونة بالمواد الكيماوية، واستخدمت أفضل الأنواع الكيميائية وأخطرها، نظرًا لطول مدة عمر الأيقونة.. وقدرت أرممها من جديد ومحصلش أي ضرر في أي أيقونة..بعدها بقيت برمم أيقونات الأثرية الأورشليمية بمختلف طوائفها في كنائس القدس ويافا.
كشف الراهب ثيؤفيلوس عن مدة الترميم، مؤكدًا أن لكل أيقونة مدة ترميمها وفقًا لحالتها، ولكن متوسط المدة ما بين 3 أيام إلى أسبوع.
يعمل الراهب ثيؤفيلوس الأورشليمي كسكرتير البطريركية والمسؤول الإعلامي لها، لكن هوايته المفضلة ترميم الأيقونات، مستطردًا: بلاقي علاجي النفسية في الترميم.
وعن المواد المستخدمة، أوضح أنه يستخدم موادة كثيرة للترميم ولكن يقوم بعمل اختبار تلك المواد على جزء من الأيقونة، للتأكد من سلامتها على الأيقونة.
مضايقة الاحتلال للحجاج
يرمم الراهب ثيؤفيلوس الأورشليمي الأيقونات بمفرده، وأحيانًا يساعده شقيقه في مصر، كلما زار القدس، بالإضافة إلى مساعدة أخرين في أمور غير فنية للأيقونة.
يزور الراهب ثيؤفيلوس الأورشليمي مصر كل عامين، موضحًا أن الاحتلال الإسرائيلي يتعمد مضايقة الحجاج والسياح خلال أسبوع الآلام وخاصة سبت النور، حيث ظهور النور المقدس.
واختتم الراهب ثيؤفيلوس الأورشليمي حديثه لـ القاهرة 24: بتمنى الحرب في غزة تنتهي.. والعالم كله يعيش في سلام ويعيدوا في أمان.
