لفظ «عبدالله»، 17 عامًا، أنفاسه الأخيرة داخل مستشفى الوراق في الجيزة، بعد 5 أيام من الصراع مع إصابات مروعة لحقت به نتيجة حادث دهس وقع ثالث أيام عيد الفطر المبارك على طريق المحور ناحية منطقة بشتيل، أثناء محاولته حماية شقيقته الصغرى من سيارة مسرعة.

تفاصيل جديدة في حادث طريق المحور
بدأت القصة بنزهة قصيرة أرادها «عبدالله» أن تكون فرحًا لشقيقته «منال»، الطفلة ذات الـ 10 أعوام، التي لم تعرف في حياتها سوى غياب الأب، خرج معها إلى الملاهي مساء الأربعاء الماضي، ثم قررا المشي مسافة سيرًا على الأقدام على أمل إيجاد ميكروباص في طريق المحور، لكن المفاجأة جاءت من سيارة ملاكي مسرعة، صدمتهما قبل أن يفر السائق هاربًا.
شهود عيان أبلغوا بأن السيارة لم تتوقف لحظة واحدة بعد الحادث، وأكدت التحريات الأولية أن الحادث وقع بالقرب من نقطة شرطة بشتيل.
تم نقل «عبدالله»، وفق شقيقه الأكبر «سعيد» في حالة حرجة إلى مستشفى خاص بالطالبية ثم لآخر في منطقة الوراق، لعلاجه من كسر في قاع الجمجمة، وتهتك في أنسجة المخ، وكسور متعددة في الوجه، فيما أصيبت «منال» بكسور في القدمين، لكنها نجت من الموت بأعجوبة.
«منال بتدوّر على أخوها اللي وعدها يكون باباها».. كيف دمّر حادث طريق المحور حياة عائلة بكاملها؟
طوال الأيام الـ5 الماضية، خضعت الحالة لمتابعة طبية دقيقة، فيما كانت الأسرة متمسكة بأمل ضعيف في تحسن حالته، لكن مع الساعات الأولى من اليوم، أعلن الأطباء وفاته، بعد توقف كامل في إشارات المخ.
شقيقه الأكبر «سعيد»ن الذي يتولى مسؤولية الأسرة بعد وفاة الأب، لم يستطع إخبار «منال» حتى اللحظة بأن شقيقها مات. الطفلة التي خرجت من المستشفى منذ يومين، ترفض الطعام والكلام، وتكرر سؤالًا واحدًا: «أخويا راجع؟».
في الوقت نفسه، تواصل أجهزة الأمن البحث عن السائق المتسبب في الحادث، وسط مطالبات من الأسرة بتكثيف الجهود، وتُراجع كاميرات المراقبة في محيط الحادث لتحديد رقم السيارة الهاربة، إذ يقول «سعيد»: «عايزين حق عبدالله.. مش عايزين غير العدالة. ماينفعش اللي حصل يعدي كده».